أسد يلتهم حارسه فى حديقة حيوان الفيوم أمام الزوار
كتب_زينب غازي
لقى عامل بحديقة حيوان الفيوم مصرعه بعدما التهم أسد بالحديقة رأسه، وتم نقل الجثة لمشرحة مستشفى الفيوم العام، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق.
وتقع التفاصيل، إذ اختل فيها توازن “عم سعيد”، أشهر حراس الأسود في حديقة حيوان الفيوم، كانت كفيلة بأن تضع رأسه بين فكي الأسد، الذي أطبق عليها، ولم يتركها إلا بعدما انتزع أجزاء منها، في حادثة اهتزت لها مصر بأكملها.
وكان أهالى حى دار رماد بالفيوم قاموا بتشييع جثمان حارس بيت الأسود عم سعيد جابر 47 سنة عقب قيامهم بأداء صلاة الجنازة عليه من المسجد الكبير وتشيع جثمانه إلى مقابر الأسرة بالفيوم.
يقول الدكتور على سعد نقيب البيطريين بالفيوم أن الحارس سعيد يعمل في حديقة حيوان الفيوم منذ 6 سنوات وكان مسؤولًا عن تغذية الأسد وفتح باب عرينه خلال النهار ليتمكن من الخروج إلى مساحة فضاء للعب، بينما كان يُغلق الباب في المساء لإعادته إلى مكانه المعد للمبيت. أثناء محاولته لغلق الباب، علقت السلسلة، فسقط الحارس داخل القفص، ليقوم الأسد بالهجوم عليه.
وأضاف نقيب البيطريين أنه رغم محاولات بعض زوار الحديقة الذين ألقوا الطوب والحجارة على الأسد من أجل إنقاذ الحارس، إلا ظل مطبقا بفكيه على رقبة الحارس إلى أن تدخلت قوات الشرطة التي تمكنت من تصفيته، ما سمح لفريق الإسعاف بنقل الحارس إلى مستشفى الفيوم العام. ولكن للأسف، فشل الأطباء في إنقاذه، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بعد نحو نصف ساعة من وصوله إلى المستشفى.
من جانبها أصدرت إدارة حديقة حيوان الفيوم بيانًا رسميًا نعت فيه الحارس الراحل، مؤكدة أنه توفي أثناء تأدية عمله، وتابعت أن الحادث وقع بسبب اختلال توازن الحارس أثناء محاولته إدخال الأسد إلى عرينه المعد للمبيت. كما تم التأكيد على أن قوات الشرطة تعاملت مع الأسد ونجحت في تصفيته، وتم نقل الحارس إلى المستشفى حيث توفي متأثرًا بإصابته.
البيان الذي أصدرته إدارة الحديقة قال أيضًا: «نحتسب الفقيد من الشهداء عند الله وندعو له بالرحمة والمغفرة»، وسط أجواء من الحزن العميق سادت بين الأهالي والمشايعين.
بعد تصفية الأسد، قررت إدارة الحديقة تنفيذ قرار النيابة العامة بالتنسيق مع مديرية الطب البيطري وجهاز حماية البيئة دفن الأسد في مدفن صحي مخصص للنفايات، حيث تم دفنه في موقع صحي تحت إشراف الجهات المعنية.
وقالت علية محمد على أحد زوار حديقة الحيوان بالفيوم أن هذه الحادثة تعد بمثابة صدمة للأهالي ولزوار حديقة الحيوان، حيث تسببت في فقدان شخص كان يؤدي عمله بكل أمانة وتفانٍ يظل الحادث تذكيرًا بضرورة اتخاذ تدابير سلامة أكثر تشددًا لحماية العاملين في مثل هذه الأماكن، خاصة مع الحيوانات المفترسة، لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية في المستقبل.