أسود قصر النيل دفعت مبدعها للانتحار بسبب الشنب
كتب_زينب غازي
تعد تماثيل أسود قصر النيل مهيبة الحجم وهى مصنوعة من البرونز وتقف على مداخل الكوبرى فى شموخ ، ونتسائل دائما عن تاريخ هذه التماثيل العظيمة وسبب تواجدها فى هذا المكان بل وسبب نحتها.
بدأت قصة أسود قصر النيل البرونزية، بافتتان الخديوي إسماعيل، بالتماثيل التي تملأ الميدان العامة في باريس ولندن، فقرر نقل الفكرة إلى القاهرة، وبدأ بالتماثيل التي تروي حكايات البطولة لأسرته.
وكلف النحاتين الفرنسيين المشهورين في ذاك الوقت ،هنري ألفريد جاكيمارت وتشارلز هنري جوزيف كوردييه، إذ كانت تماثيلهم عن العرب والأفارقة تحظى بقبول كبير في فرنسا، بصناعة تمثالين لـ محمد علي باشا، وآخر لـ إبراهيم باشا ابنه -والذي نحته “كوردييه”- و4 تماثيل لأسود برونزية، بحسب ما أكدته الباحثة والمدونة “ليزلي لبابيدي” في كتابها: “قصص شوارع القاهرة”.
و”جاكمار”، هو المثال الذي صنع تمثال الكولونيل جوزيف سيف، الذى عهد إليه محمد على باشا ببناء الجيش المصرى الحديث، فاستوطن مصر التى أحبها واعتنق الإسلام فصار يعرف باسم سليمان باشا الفرنساوى، وأطلق اسمه على أحد أهم شوارع قلب القاهرة وعلى الميدان.
وتغير اسمه ليصبح شارع وميدان طلعت حرب، بينما انتقل تمثال سليمان باشا من موقعه في الميدان إلى المتحف الحربى.
ولا يعرف الكثيرون أن تماثيل أسود قصر النيل، صنعت فى الأصل لكي توضع على بوابتي حديقة حيوان الجيزة، لكن حين وصلت التماثيل الأربعة إلى القاهرة من فرنسا، كان الخديوى إسماعيل قد خُلع، وتولى ابنه الخديوى توفيق، الحكم، وكانت تجرى في ذلك الوقت عملية تجميل كوبرى الخديوى إسماعيل، كما كان يسمى الكوبرى آنذاك، ورأى الخديو توفيق، أن الكوبرى يحتاج لمظهر يليق بهيبة اسم والده، فتم وضع أسدين على كل مدخل، و استعيض عن التماثيل عند افتتاح حديقة الحيوان عام 1891، بلوحات مجسمة على المدخل تصور مختلف حيوانات الغابة.
ولا يعرف الكثير أن أسود قصر النيل سببًا فى انتحار النحات الفرنسى، حيث فوجئ الأخير خلال الاحتفال ببناء تماثيل أسود قصر النيل وحديثه عن تصميمه الفريد المتناسق و يتباهى بمدى كمال التماثيل و خلوها من أى عيوب، بطفل صغير يشير إلى أحد الأسود و يقول “هو فى أسد من غير شنب ؟!”، و ما أن انتبه ” جاكمار” إلى هذا الخطأ الفادح حتى انصرف وترك الحفل، وانتحر بعدها من شدة خيبة أمله.