تاريخ

أشهر حمامات مصر التاريخية الملاطيلي.. استقبل قادة الجيوش والأمراء من 600 عام 

كتب – زينب غازي

يقع حمام الملاطيلى في شارع أمير الجيوش بمنطقة الجمالية التاريخية بمصر.

 أنشأ الحمامات  في مصر الفاطميين، وتحديدا  فى عهد الحاكم بأمر الله  حيث أنهم هم من بدأوا بناء الحمامات الخاصة بالاغتسال والبخار للمصريين في تلك الحقبة الزمنية، عمره لا يقل عن 600 عام، والحمام مسجل باعتباره أثرا، تحت رقم 592 لسنة 1959.

وأخذت الحمامات بعد ذلك  تنتشر انتشارا سريعا في مختلف أحياء القاهرة ومصر، وبلغ عددها ألف ومائة وسبعون حماما، وكان بعض هذه الحمامات خاصة بالرجال، والبعض الآخر خاص بالنساء، في حين كان قسم يفتح للرجال قبل الظهر وللنساء بعد ذلك.

 ويعتبر حمام الملاطيلى،  أشهر الحمامات في مصر، حيث أن مصر كانت بها مئات الحمامات، لكنه كان هو الأشهر نظرا لموقعه، واستقبال العديد من قادة الجيوش والأمراء.

هو عبارة عن بناء أثري لا يميزه عن غيره في شارع أمير الجيوش بمنطقة الجمالية التاريخية بمصر، سوى لافتة ملونة معلقة على الواجهة، مكتوب عليها: “حمام بخار بلدي.. رجال وسيدات”، إلى جانب لافتة أخرى صغيرة تحمل الرقم 40.

وقال الحاج زينهم أحمد عبدالعزيز، مالك الحمام،  حكاية عائلته مع الحمام، التي بدأت منذ نحو 130 عام، عندما جاءت من تركيا إلى مصر.

ويقول عبد العزيز إن أسرته استأجرت حمام “مرجوش” عام 1892، وكانت أول رخصة حصلوا عليها للحمام في عام 1902.

ويتذكر الحاج زينهم (78 عامًا) فترة ما قبل ثورة يوليو عندما كان يشاهد في طفولته أمين بك المهدي العواد المصري الشهير، والموسيقار والفنان مدحت عاصم، يأتون إلى الحمام مع أصدقائهم ويستأجرونه لحسابهم، إذ كانوا يقومون بالعزف على العود أثناء تمضيّة وقتهم بالحمَّام. 

وتابع تردد على الحمام عدد من المطربين والمشاهير مثل المطرب كارم محمود، وعازف الساكسفون الشهر سمير سرور، بينما كان يأتي إلى حمام السيدات الفنانة عائشة الكيلاني، كما أتت إليه الفنانة ليلى علوي.

وتكلم  عن  تراجع حضور الحمامات العامة، وتطور الحياة، فيقول: “قديمًا لم تكن المياه قد وصلت البيوت بعد، وكان حينها يستحم جميع الناس في الحمَّامات العامة، ومع تطور الحياة تم مد المياه إلى البيوت، وبدأ الإقبال يتراجع على الحمام شيئًا فشيء، خاصة مع ظهور المراكز الحديثة”.

ويتمنى الحاج زينهم عودة الحمَّامات الشعبية إلى سابق عهدها، وهي الأمنية ذاتها التي يحملها نجله مصطفى الذي يقول إنه يعشق هذه المهنة التي ورثها عن أسرته ويتمنى أن تعود كما كانت من قبل.

وتحدث مصطفى الذي شارك والده إدارة الحمام إلى أن كثيرا من الزبائن اليوم يأتون إلى الحمام، وخاصة في الأعراس، إضافة إلى بعض مرضى الروماتيزم الذي يحتاجون للاستشفاء، فيأتون للمكوث في مغطس الماء الساخن.

وارتبطت الحمامات العامة في التراث المصري بعديد الحكايات والمأثورات الشعبية، كالمثل الشعبي الشهير: “اللي اختشوا ماتوا” والذي يستمد أصله من حريق وقع في حمام إينال، فماتت الفتيات التي تحرجن من الفرار وهن عاريات.

عبدالرحمن حسن " آلراقي "

مستشار إعلامي/ رئيس تحرير جريدة بوابة مصر الإخبارية/ مقدم إذاعي وتليفزيوني/ معلق صوتي/ مستشار الإعلام بحلف مصر لحقوق الإنسان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى