تاريخ

أصل كلمة خالص مالص بالص ترجع إلى عهد الفاطميين

كتب_زينب غازي

“خالص مالص بالص” دائما ما تُقال هذه الكلمات الثلاثة معًا على سبيل المزاح، لكن ما لا تعرفه أن لهذه الكلمات الثلاث أصل تاريخي، وجاءت من الصكوك، التي كان يحصل عليها التجار تعبيرًا على ما تم سداده من ضرائب.

ويردد الشعب المصري الكثير من الكلمات والجمل اليومية دون أن يعرف أصل هذه الكلمة، ومن تلك الجمل هي جملة «خالص.. مالص.. بالص» التي يرجع اصلها للعصر الفاطمي في القاهرة.

ويعد الفاطميون أول من بنوا سورًا حول العاصمة في مصر الإسلامية، فكانت الفسطاط من قبلهم مدينة بلا أسوار لفترة طويلة، وكان الغرض الأساسي من بناء السور ليس الدفاع عن المدينة، ولكن إحكام السيطرة على مداخل المدينة حتى لا يدخل التجار ببضائعهم إلى أسواقها إلا بعد دفع الضريبة.

وكانت الدولة الفاطمية، تفرض الضرائب على التجار لكي يبيعوا تجارتهم في أسواق القاهرة، ولكي تضمن الدولة انها تحصل الاموال بشكل صحيح، كان يوجد جنود على ابواب الاسوار، وكانت ابواب المدينة تفتح مع اول ضوء للفجر، وتغلق بعد المغرب يوميا، وفي تلك الفترة يحتشد التجار للدخول إلى القاهرة لبيع تجارتهم، وكان التجار منهم من يدفع الضريبة بالكامل، فيحصل على صك بأنه (خالص) الضرائب، وله الحق في بيع بضاعته في جميع اسواق القاهرة.

وكان هناك من التجار من يرى ان الضرائب المفروضة كثيرة، فكان يمنح الجنود الواقفين على البوابة لكل واحد بلاص من العسل أو المش او اي بلاص به بضاعه للبيع، فيسمح له الجنود بالمرور، وحين التفتيش يقولون لبعضهم البعض، اتركه فهو (بالص) أي منحهم بلاصا من بضاعته.

ومن التجار من كانت تجارته صغيرة لا تتعدى حمولة حمار أو جمل واحد، فكان يسير بها بجوار قافلة ممن دفعوا الضرائب فيعد منها ويتهرب من الضريبة، وعندما يشاهدوه الجنود في شوارع المدينة يسألون: أهو (خالص)؟.. أم (بالص)، فيرد العامة قائلين لهذا ولا ذاك.. لعله (مالص)!.. اي تملَّص من دفع الضرائب، وبالتالي يطالبة الجنود بدفع الضريبة، ومن هنا اصبحت الكلمة متداولة بين الجماهير المصرية، فعندما يعبرون عن انهم لا يملكون الاموال او لم يفعلوا شئ ما، او كناية على انهم لم يتحركوا من مكانهم او منازلهم.

زينب غازي

صحفية بجريدة بوابة مصر الإخبارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى