أمانة العمل الجماهيري تنظم ندوة عن الشائعات فى وسائل التواصل الإجتماعي وتأثيرها على المجتمع
كتب – محمد فلفل
تحرير – ريهام خالد
نظمت اليوم أمانة العمل الجماهيري بحزب مستقبل وطن ندوة عن الشائعات فى وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على المجتمع وذلك بحضور النائب محمد وجيه خالد أمين التنظيم ،والدكتور سعيد شوقى أمين أمانة العمل الجماهيري بالمحافظة، والاعلامي أمين الجنبيهى أمين مساعد أمانة الإعلام وأدار الندوة المهندس احمد منازع سليمان مسئول الميديا والإعلام، ويأتى ذلك انطلاقاً من الدور المجتمعي لحزب مستقبل وطن برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ وتنفيذالتوجيهات المهندس اشرف رشاد الشريف النائب الاول لرئيس الحزب الأمين العام زعيم الاغلبية وبرعاية النائب محمد عبدالله زين الدين امين المحافظة والنائب محمد وجيه خالد أمين التنظيم
وتم الحوار وأكد الدكتور سعيد شوقى على انه تُعد شبكاتُ التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”تـويتر “، أو تطبيقـات مثـل “سكايبي” أو “واتساب”، من أفضل الوسائل التي ربمـا تميز العـصر الحـديث، وتسهم في إحداث طَفْرة حقيقية في التواصل المباشر بين المواطنين على اختلاف جنسهم وأماكنهم.
نعم من المؤكد انه قد أسهمت مواقع التواصل الإجتماعي إسهامات عظيمة في تفعيل المشاركة لتحقق رغبة كل فئة مشتركة في الاهتمامات والأنشطة نفسها، كما أن لهـا دوراً مهمًـا فـي التشبيك والتفاعل والتأثير بقيادات غيـر منظمـة.
ومن ثم ما أفضل استثمار واستغلال وتوجيه المسؤولية المجتمعية بشكل جيـد، به نتمكن من أن نحول الأقوال والأفكار والتوجهات إلى مشروعات عمل جاهزة للتنفيذ، ووسيلة شبه صحيحة للتواصل وتلاقي الأفكار والإيجابية فى التفاعل كمرسل ومستقبل ولكنها على الأغلب لا تخلو من بعض السلبيات التي لا تتوافـق مـع قـيمنا المجتمعية، مثل الغزو الفكري وخـصوصاً لأصـحاب الفكـر السطحي وإدمان التواصل الكترونيًا مع الآخـرين وماينتج عنه من أعراض نفسية مخيفة كالإنعزال والخمول والسلبية واللامبالاة فضلا عن فقدان متعة المغامرة.
وأشار النائب محمد وجيه خالد أمين التنظيم، إلى أن جانب ذلك إهدار الوقت و انتهاك الخصوصية وتهدم الاخلاقيات ولكن يظل دائما ابدا الخطر الداهم والإشكالية الأكثر سلبا هو الزحف الكاسح نحو ترويج الإشاعات والمعلومات المغلوطة والبيانات الكاذبة والافتراءت المضللة التى ولاشك تمثل تهديدا مباشرا على الأمن القومى للمجتمعات كلها بدون أستثناء.
ومن هنا نضع سؤالًا جوهريا لابد من التوافق على إجابته ألا وهو ما المقصود من الشائعات؟ ولعلنا جميعا نراها بعين اليقين عبارة عن أخبار مجهولة المصدر غالبًا يقوم عليها جهة ما أو شخص ما، وتعتمد على تزييف الحقائق وتشويه الواقع وكذلك نشر أفكار معلومات غير دقيقة، وتتسم هذه الأخبار بالأهمية والغموض، وتهدف إلى التأثير على الروح المعنوية والقلق وزرع بذور الشك وسيلتهم فى ذلك الترويج واستغلال غياب الوعى لدى البعض وتحين التكاسل غير المبرر عن التحرى والتحقق.
وحتمًا تمثل الشائعة كظاهرة اجتماعية عنصرا خطيرا فى نسيج كل ثقافة من الثقافات البشرية فهى وليدة مجتمعها وتعبر تعبيرا عميقا عن ظروفه النفسية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
وقال الاعلامى أمين الجنبيهى، أنه فى الآونة الأخيرة تواجه مجتمعاتنا العديد من المخاطر جراء انتشار الشائعات فى مواقع التواصل الاجتماعى بصورة غير مسبوقة، فبرغم ان هذه الشبكات قد أسهمت فى إطلاق ما يعرف بالمواطن الاعلامى أو المواطن الصحفى اذ أسهمت التقنية بكل فاعلية فى توثيق الأحداث ومن ثم نشرها على تلك الشبكات فساهم فى نشوء ما يعرف بالإعلام البديل، ولكن عدم دقة الأخبار وصعوبة التأكيد من صحة وسلامة مصادرها شارك فى أن تصبح شبكات التواصل الاجتماعى أداة فعالة لكل من يريد بث الشائعات فى ظل كثرة الأخبار وسرعة تدفق المعلومات وسهولة تداولها ومن ثم الأخذ بها والاعتقاد بصدقها وتكوين الأفكار والرؤى بناء عليها.
وتعد الشائعات من أخطر الظواهر الاجتماعية وأشدها فتكا بالواقع الاجتماعى والسياسى ولعل السبب الرئيسى الذى يقف وراء خطورتها على البناء الأجتماعي فقدانها للمصداقية مما يؤدى إلى اتخاذ قرارات وإجراءات خاطئة تصيب القرارات الفردية والوطنية وتعطل ألية اتخاذ القرار السليم، فتكاد تكون الشائعة وراء تكاثر المظاهر السلبية ومظاهر العنف نتيجة نقص المعلومات، ذلك أن الأفراد فى غمرة الأحداث يحاولون معرفة الحقائق ، ويترتب على نقص المعلومة أن يتخذوا من الشائعة حقائق ويتعاملوا معها على هذا الأساس، ومن هذا المنطلق فإن الشائعات التى تغير الحقائق تؤدى إلى نتائج سلبية لا تقتصر على مجال معين أو نشاط محدد من مجالات وأنشطة المجتمع المختلفة.
وتظل الشائعات للاسف إحدى مصادر التهديد للأمن القومى، وغالبا ما تستهدف تشويه النظام واغتبال رموزه معنويا وتحطيم جسور الثقة بين المواطن والحكومات وإثارة الفزع واضطراب المجتمع بفئاته المختلفة، خاصة إذا استهدف المؤسسات المهمة فى الدولة أو رموز النظام أو موضوعات حيوية تهم المواطن المصرى ، أو إذا تطرقت إلى قضايا ترتبط بالأمن المجتمعى واستقراره أو ببقاء الدولة، خاصة فى زمن طغيان وسائل التواصل الاجتماعي السريع عبر الشبكة العنكبوتية “الإنترنت” وتأثيرها بالغ الخطورة على تماسك المجتمع، وبالتالى على الأمن القومى، حيث يعتبر انتشار الشائعات وترويجها أحد أدوات حروب الجيل الرابع والحروب الحديثة، وأمام حالة الانفتاح التكنولوجي والمعلومات التى بات يشهدها العالم الآن اتخذت بعض الفرق والجماعات الإرهابية المتطرفة أسلحة مغايرة لاستغلال هذا التطور لتحقيق أهدافها فى الوصول لأكبر عدد من الناس واستقطابهم والتأثير فيهم من خلال إشاعة الفوضى والشائعات والأكاذيب.
ولعل أبرز هذه الأسلحة تلك المرتبطة بالقضاء التكنولوجى الشائع وأدواته من صفحات مواقع التواصل الاجتماعى مثل الفيسبوك وتويتر، ومواقع الانترنت بصفة عامة والتى يتردد عليها ملايين المستخدمين يوميًا، وبث الكثير من الأخبار الكاذبة والمعلومات المغلوطة ليتناقلها هؤلاء المستخدمين على نطاق واسع مما يساعد هذه الجماعات وأصحاب النفوس الخبيثة فى تحقيق أغراضها من خلال كتائبهم الإلكترونيةالخبيثة المنظمة.
وقد لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار الشائعات وسرعة تداولها بين أفراد المجتمع وخاصة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أدى إلى تغير فحوى الشائعة وطريقة انتشارها في المجتمع، وذلك بسبب اختلاف طبيعة وخصائص البيئة الحاضنة لتلك الشائعات.
فقد سمحت تلك الشبكات لانتشار الشائعات التي ربما تؤدي إلى تهديد الأمن العام وتثير البلبلة والفتن في المجتمع. والشائعات من الظواهر التي عرفتها البشرية منذ القدم، وخاصة في أوقات الأزمات والحروب، وقد ساهمت شبكات التواصل الاجتماعي في انتشار الشائعات نتيجة لما تتميز به من خصائص مثل سهولة إعادة نشر المحتوى وسرعة إرساله للجماهير المختلفة، وفي ظل غياب المعلومات والأخبار الصحيحة والموثقة في القضايا التي تهم المجتمع تنتشر الشائعات الاجتماعية التي تغلب عليها العاطفة والمبالغة أو السياسية التي تهدف لإثارة الفتن والبلبلة، وغيرها من الشائعات التي تختلف أهداف ومآرب مروجيها بحسب أفكارهم وأهوائهم وخططهم، وقد أسهمت الشبكات الاجتماعية بظهور أشكال جديدة للشائعة
أبرزها: إما قصاصة ورقية من صحيفة، أو مقطع فيديو، أو نشرة أخبار، وكذلك رسوم كاريكاتيرية، ومن ثم نقل هذه الشائعة إلى جمهور عريض في الوقت نفسه وبسرعة فائقة، ويعود هذا الأمر إلى الطبيعة البنائية للشبكات الاجتماعية.
ولكن يظل دائما السؤال الأهم والأجدى هو كيف نتصدى لتلك الظاهرة الطاغية ونجهز عليها دون رحمة؟
وحتمًا هذا يتطلب من الجمهور وعيا تامًا بما يجب تداوله ونشره من أخبار خلال تلك الشبكات وما يجب التحفظ عليه. وذلك من خلال التأكد من روابط تلك الأخبار ومرجعيتها الصحيحة وعدم الأخذ بتلك الشائعات ونشرها فقط لأنها تتناسب مع الأهواء الشخصية.
ونحن بدورنا الحزبى المسئول نرى ضرورة وضع ضوابط تشريعيةاكثر صرامة تحد من هذه الظاهرة وتجعل المقبل عليها حريصًا على أن يتحسب الخطى ويراجع نفسه الف مرة قبل أن يفكر فى نشر كلمة أو صوتا أو صورة .
حفظ الله وطننا بشعبها الواعى اليقظ