ابراهيم سلطان الفردى مرض التكبر عند بعض المسئؤولين
التكبر والغرور من الأمراض النفسية التي ابتلي بها الإنسان منذ زمن طويل،. وهذا المرض نتيجة نقص المناعة الإيمانية وعدم الثقة بالنفس وزيادة عقدة النقص لدى الإنسان. إن مرضى التكبر والغرور والعياذ بالله، يثيرون الشفقة على حالتهم، لأنهم حرموا أنفسهم من دخول الجنة بسوء خلقهم، وهذا ما قاله الرسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر».ان الله سبحانه مهلك المتكبرين، فعندما قال: إبليس: أنا خير منه، أهلكه الله، وقال فرعون: أليس لي ملك مصر، أهلكه الله، وقال قارون: إنما أوتيته على علم عندي. أهلكه الله وخسف به الأرض. لماذا يتكبر البعض؟! يتكبر البعض لأن الله قد أنعم عليه بالجمال أو بالثروة أو بالوجاهة أو بالمنصب والمكانة المرموقة. وهناك أسباب أخرى، ولكن شر المتكبرين والذين ابتلينا بهم هم متكبرو المناصب القيادية والمهمة في المؤسسات والوزارات وغيرها، الذين وصلوا إلى هذه الكراسي والمناصب وهم لا يستحقونها، بسبب قلة ثقافتهم وخبراتهم في العمل. ومنهم من اشترى شهادته الاكاديمية من احدى جامعات الدول العربية.هؤلاء الأشخاص سخرت لهم كل الاسباب وفتحت لهم كل الأبواب لكي يتعينوا في المناصب التي وعدوا بها منذ الصغر، لأنهم يمتلكون العصا السحرية (فيتامين و/أو الواسطة)، لأن هذا ولدنا وهذه بنتنا يهمنا أمرهما. فعندما يصل الانسان المعين بالواسطة إلى ما لا يستحق من منصب قيادي، تكون هذه لحظة المواجهة مع النفس الخاوية من الخبرة والمعلومة والثقافة ومع المسؤولية الحقيقة في العمل.في هذه اللحظة، يشعر المسؤول المعين بالواسطة، بالضعف والخوف من مواجهة هذا الموقف ومواجهة الأشخاص المثقفين وأصحاب الشهادات والخبرات الحقيقة، فتكون ردة فعله لإخفاء هذا الفشل والضعف، هي التكبر والغرور والتعالي عليهم، لكي لا يكشفوا عري المعلومة والثقافة والخبرة لديه. وحين يأتي المراجعون لتخليص معاملاتهم، ويرى هذا المسؤول المتكبر، الطوابير أمام مكتبه، تأتي إليه حالة الغرور والتكبر والتعالي على المراجعين، فنجده يعاملهم كأنهم عبيد وهو سيدهم. نجد صوته مرتفعاً على هذا، ويطرد ذاك، ويتلفظ بألفاظ مستفزة على آخرين… ويهدد ويتوعد.فوالله لو علموا عظمة هذا التصرف وعقوبته عند الله سبحانه، وإن الله قد نهى عنه لعضوا أصابعهم ندما، حين قال عز وجل وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ «كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ». يعني بقوله: «ولا تصعر خدك للناس»، أي لا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك، احتقاراً منك لهم، واستكباراً عليهم، وابسط وجهك إليهم… وحين قال سبحانه «ولا تمش في الأرض مرحا»، أي لا تمشي متكبرا جبارا عنيدا. لا تفعل ذلك يبغضك الله… ولهذا قال «إن الله لا يحب كل مختال فخور»، أي: مختال معجب في نفسه، فخور أي، على غيره. وقال عز وجل في سورة الأعراف «سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ». العبرة ألا تنسى الله، ألا تعتد بقوتك، ألا تعتد بمالك، ألا تعتد بجاهك، ألا تعتد بنسبك ألا تعتد بكرسيك لأنه زائل. لا تبخل على أحد برد السلام. ابتسم في وجه من يقف عند مكتبك أو بابك من باب الصدقة واحتساب الأجر. فما أحلى حسن المعاملة ونعمة التواضع الى الله. ومن أبدع ما ورد في القرآن حول التواضع ما ذكره تعالى من صفات عباده الخاصين فكانوا بتسمية القرآن عباد الرحمن، حيث وصفهم سبحانه في سورة الفرقان قائلاً: «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا».و يحكى أن ضيفا نزل يوما على الخليفة عمر بن عبدالعزيز، وأثناء جلوسهما انطفأ المصباح، فقام الخليفة عمر بنفسه فأصلحه، فقال له الضيف: يا أمير المؤمنين، لِمَ لَمْ تأمرني بذلك، أو دعوت من يصلحه من الخدم، فقال الخليفة: قمتُ وأنا عمر، ورجعتُ وأنا عمر ما نقص مني شيء