ابراهيم سلطان الفردى هزيمة مدمرة للغرب
ابراهيم سلطان الفردى الامين العام لمنظمة حلف مصر لحقوق الانسان بالاسكندرية هزيمة تاريخية ومدمرة لرئاسة الرئيس الأمريكى جو بايدن ولبريطانيا وحلف شمال الأطلسى، والغرب والديمقراطية والأخلاق وحقوق الإنسان العالمية».لست أنا صاحب الكلمات السابقة، ولكنها جاءت فى ختام افتتاحية مهمة جدا لصحيفة الأوبرزرفر، يوم الإثنين الماضى، تتمحور حول رأى الصحيفة فى «المأساة التى تشهدها أفغانستان».أن يكون هذا رأى صحف ووسائل إعلام وقوى سياسية معادية للغرب فهو أمر معتاد وشائع، ولكن أن يصدر من صحيفة مهمة مثل الأوبرزرفر، فهو أمر مهم جدا، خصوصا أنه تكرر فى الايام الاخيرة فى العديد من وسائل الإعلام الغربية خصوصا الأمريكية والبريطانية.ما تقوله الصحيفة البريطانية يضع يدنا على المعضلة الصعبة التى تعانى منها أمريكا وبريطانيا وربما الغرب بأكمله، لكننا نحن فى الشرق الأوسط لا نراه على حقيقته ونتعامل مع هذا الغرب باعتباره عملاقا طوال الوقت، لا يتأثر بأى تغيرات أو تطورات.فى افتتاحية الأوبرزرفر، نقرأ عن صفات تميز سياسة حكومة رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون مثل: «عدم الكفاءة والحكم الضعيف وعدم الاستعداد وغياب الحقائق والالتباس والزهو بالنفس، والتأخير»، كل هذه الصفات ميزت سياسة حكومة جونسون طوال العامين الماضيين، لكنها برزت «بشكل مزعج» فى مأساة أفغانستان على حد وصف الصحيفة.فى رأى الصحيفة أن الأمر نفسه أى «التعلثم والفشل» قد حدث مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى أو كيفية الاستجابة لوباء كورونا، لكن ظهر بوضوح حينما تركت بريطانيا الأفغان الذين خدموها فى خطر كبير وهم محاصرون وخائفون على حياتهم فى كابول، وتتحمل بريطانيا تجاههم مسئولية أخلاقية، لم تكن قانونية.تقول الصحيفة إن هناك ما يشبه الإجماع فى بريطانيا بأن ما حدث فى الأيام الأخيرة فى أفغانستان هو «أسوأ إذلال بريطانى فى الخارج منذ أزمة السويس» عام ١٩٥٦. الصحيفة انتقدت بشدة جونسون وحكومته بسبب ضعف رد فعلهم على التصرف خلال تقدم حركة طالبان، وخلال عمليات الإجلاء، لكن الخلاصة التى تصل إليها هى أن بريطانيا تبدو مثل جونسون: «ضعيفة وخاسرة ورثة وغير جديرة بالثقة»، فى حين أن الأمر الذى لا يغتفر هو الطريقة التى أدت عدم كفاءة جونسون بها إلى تقليص مستوى قوة بريطانيا فى نظر العالم.وتختم الصحيفة بضرورة وجود تحقيق جاد وطويل وصعب ولا يرحم، حتى يعرف البريطانيون لماذا حدث كل ذلك، ولماذا سُمح بحدوثه من الأصل؟!الذى لفت نظرى فى افتتاحية الأوبزرفر أنها حادة وصادمة وجريئة وتكشف لنا نحن العرب جزءا لا نريد أن نراه، ليس فقط فيما يتعلق ببريطانيا وسياستها، ولكن بالولايات المتحدة ومعها كل أوروبا.أظن أن الجزء الأهم الذى ينبغى أن يلفت نظرنا ــ ومع كل التقدير للقوى الناعمة الغربية، والتطورات المذهلة تكنولوجيا ــ إلا أن التأثير الغربى يتراجع بصور مطردة، وفشل بصورة حادة لم يتوقعها أحد فى أفغانستان، خصوصا أن الخصم هناك هو حركة طالبان الآتية من كهوف التاريخ السحيق، وهو ما يعنى أن الفشل الأمريكى الغربى مضاعف، لأنه لم ينهزم أمام قوة مدنية حضارية ذات نموذج جذاب وملهم، بل أمام حركة تفاخر دائما بكراهيتها للتقدم والتحديث، وتتبنى أشد النماذج تطرفا.أهمية ما حدث فى أفغانستان، قد يكون مفيدا لنا فى احتمال تكراره فى المنطقة العربية، خصوصا أن هناك استعدادات أمريكية ليس فقط للخروج من العراق، ولكن من كل المنطقة والتركيز على الصين وجنوب شرق آسيا.السؤال، بعد ما حدث فى أفغانستان، هل هناك دراسات واستعدادات عربية للتعامل مع احتمال تكرار ما حدث فى أفغانستان فى منطقتنا خصوصا الخليج، وهل فكرنا فى رد فعل القوى الإقليمية الكبرى، التى تحاول وراثة الامبراطورية الأمريكية؟.وسؤال أخير: هل يكون ما حدث فى أفغانستان مفيد لنا فيما يتعلق بأزمة سد النهضة مع إثيوبيا، وعدم التعويل الكبير على ما يسمى بالمجتمع الدولى ودوره وحدود تأثيره؟!أسئلة كثيرة أتمنى أن نكون نحن العرب قد بدأنا فى التفكير فيها والإجابة عليها؟!