اخبار عربيةاخبار محلية

الخونة لا وطن لهم

تختلف كلمة الخيانة بحسب أحداثها وشخوصها وأماكنها لكنها تتفق على أمر واحد أن الخائن يبيع قيمته كإنسان من أجل مقابل ما، وفي أغلب الأحوال ما يبيعه الخائن إما شرف أو ذمة أو دين أو وطن لا يمكن أن تثق بخائن باع وطنه فمن باع وطنا بأكمله سيبيعك بمنتهى السهولة حين تحين الفرصة

حتى أولئك الأشخاص الذين اشتروا ذمة الخائن بالأموال والعقارات ومظاهر الثراء يعلمون يقينا أنه لا يستحق ثقتهم هم يجعلونه فقط كالطعم في المصيدة يحققون من خلاله هدفا في مخططاتهم، وحين تنتهي مصلحتهم منه يرمونه والمصيدة في أقرب مزبلة للتاريخ

البعض سيخبرونك أن حب الوطن نفاق وإظهاره بدعة سيدفعونك من زاوية دينية لأن تعتقد أن مظاهر حب الوطن ما أنزل الله بها من سلطان كما فعلوا في بدايات الاحتفال باليوم الوطني وبالنشيد الوطني في طابور الصباح والموروث الشعبي الوطني في الجنادرية هم يحاولون أن يكتموا أنفاس كل مظهر يتنفس حبا بالوطن لكن السناب شات كشف تناقضاتهم وأسقط ورقة التوت عن كثير منهم

في اللحظات الحرجة التي يحتاج فيها الوطن إلى وقفة أبنائه ستجد هؤلاء صامتين ستخمد تغريداتهم ومقاطع سناباتهم وكأن على رؤوسهم الطير رغم أن الصمت في أوقات الأزمات خيانة للوطن لا يشاركون لأن مصالحهم الشخصية المتفق عليها مع الطرف الآخر ستتعارض لو فعلوا يبيعون أوطانهم وكأنهم يبيعون قطعة علك على قارعة الطريق متناسين أن الوطن في النهاية مثل الأرض الأصيلة سيلفظ كل نبات لن تمتد جذوره إلى أعماقه

الوطن رغيف الخبز والسقف والشعور بالانتماء والدفء والإحساس بالكرامة رغيف الخبز اليابس الذي تأكله بكرامتك وبين أهلك وفوق ثرى وطنك ولو كنت تسمع صوت تكسره بين أسنانك أشرف لك من مائدة فاخرة تجلس باحتقار على طرفها وكل لقمة فيها مغموسة بالمهانة والذل لأنك تعلم يقينا أنه وإن كان سقف بيتك مشيدا من ذهب فأنت في النهاية مجرد سلعة تم شراؤها وسيتم بيعها عندما يتم الاستغناء عنها

لا شيء يبرر خيانة الوطن ولا عذر للخائن في خيانة وطنه حتى من تخون وطنك لمصلحتهم، ستجدهم أكثر الناس احتقارا لك وعدم ثقة بك فمن يبيع وطنه سيبيع كل أوطان الأرض وخزة يقول هتلر أحقر الأشخاص الذين قابلتهم هم هؤلاء الذين ساعدوني على احتلال بلدانهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى