الخيانة العظمى هي أن يخون مواطن وطنه ويتآمر ضده من أجل منفعة مادية أوبحثا عن مصلحةمعنويةمع أعداءالوطن
مما لا شك فيه أن حماية الأوطان هي واجب مقدس وفرض عين على كل إنسان فالوطن ليس بقعة أرض جغرافية نعيش عليها فحسب، بل هو بيت وشرف وعرض وكل واحد منا مطالب بأن يحافظ على أمنه وسلامته، وأن يدافع عنه كل ما استطاع إلى ذلك سبيلا
فحماية الأوطان لا تقتصر بالدفاع عنها بمواجهة العدوان الخارجي فحسب بل إن من الواجب حماية الأوطان من كل فكر مغشوش أو شائعة مغرضة أو محاولة استقطاب البعض لمصلحة أصحاب الأهواء المشبوهة الذين تقاس وطنيتهم بمقدار الأموال المدفوعة لهم من جهات خارجية
كما تشمل حماية الأوطان المحافظة على أسراره الداخلية وعدم التعامل مع أعداء الوطن أو ممن يريدون به السوء أو ممن ينفثون سمومهم في أجواء المجتمعات بغيا منهم وعدوانا تحت ايذريعة او حجة
فالخيانة العظمى هي أن يخون مواطن وطنه ويتآمر ضده من أجل منفعة مادية أو بحثا عن مصلحة معنوية، فالإنسان الذي يخون وطنه ويتآمر عليه مع أعدائه إنسان بعيد عن الإيمان فلا دين له ولا عقيدة لانه يرتكب أبشع أنواع الخيانة بخيانته لله الذي أمرنا بالدفاع والجهاد من أجل الأوطان، كما يخون رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا بحماية أمانة الوطن ويخون أماناته وأمانات الناس مصداقا لقول رب العزة سبحانه: يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون
فواجب أبناء الوطن أن يكونوا مع الأجهزة الأمنية عيونا ساهرة لحماية أمن الوطن وأن يتضامنوا معهم في درء أي خطر يتهددهم، وأن يتكاتفوا جميعا عن بكرة أبيهم وبلا استثناء لردع كل منتسول له نفسه أن يجترئ او يعتدي على الوطنوأن يكونوا يدا واحدة على من سواهم بغضالنظر عن عقائدهم وانتماءاتهم
كما أن واجب الدولة ايضا أن تحافظ على الوطن وتحميه وأن تعد له الجيل القوي المتين عن طريق إعداد الشباب وتدريبهم، وتعليمهم، لانهم الحامي الأول والراعي له بعد الله. وبالإضافة إلى ذلك فإن للوطن حقوقا على الآباء والامهات حيث يتوجب عليهم أن يعلموا أبناءهم حب الوطن وأن يغرسوا في قلوبهم القيم والمبادئ التي عليهم اتباعها ويجب أن يحرصوا على بناء اولادهم ليكونوا اقوياء اصحاء جاهزين لخدمة الوطن في أي وقت كان
فإذا كان حب الوطن فطرة، فإن التعبير عنه اكتساب، وتعلم ومهارة، فهل قدمنا لأطفالنا من المعارف ما ينمي لديهم القدرة على الإفصاح عمليا عن حبهم لوطنهم وهل علمناهم أن حب الوطن يقتضي ان يبادروا إلى تقديم مصلحته على مصالحهم الخاصة فلا يترددوا إذا ما واجهته ضائقة في التبرع بشيء من مالهم من أجل مشروع يخدم مصلحته فلنعلم أبنائنا ان حب الوطن يعني إجبار النفس على الالتزام بأنظمته حتى وإن سنحت فرص للإفلات منها والالتزام بالمحافظة على بيئته ومنشآته العامة حتى وإن رافق ذلك مشقة
فلندرب أولادنا منذ نعومة اظفارهم بأن الوطن يستحق منا التضحية للمحافظة عليه والعمل على حمايته من أعدائه وممن يريدونه بسوء بإحداث القلاقل والفتن وإثارة المخاوف والاضطراب ونشر الشائعات ولنغرس فيهم هذا الواجب المقدس.