الذكرى 32 عاما على رحيل الموسيقار الكبير بليغ حمدى عبقرى الألحان الذى غير مسار الموسيقى العربية

كتب .. سامى راغب العمده
في مثل هذا اليوم سنة 1993 رحل عن عالمنا الموسيقار الكبير بليغ حمدى أحد أعمدة الموسيقى العربية تاركًا إرثًا فنيًا لا يمكن تجاوزه بليغ لم يكن مجرد ملحن بارع بل كان وجدانًا صادقًا عبرت أنغامه عن الحب والحزن والوطن ولد بليغ في حي شبرا بالقاهرة عام 1931 وسط أسرة بسيطة لكن روحه كانت أكبر من أي حدود، أحب الموسيقى منذ طفولته وتعلم العزف على العود، لتصبح أوتاره صديقًا يبوح له بما لا يقوله بالكلمات لم يمض وقت طويل حتى اكتشف الجميع موهبته الفذة ليبدأ مشوارًا استثنائيًا غيّر شكل الغناء العربى ارتبط اسم بليغ بأعظم الأصوات العربية من أم كلثوم التي غنت له حب إيه وسيرة الحب إلى عبد الحليم حافظ الذي وجد في ألحانه ثورة الشباب وصدق المشاعر مرورًا بوردة التي شكّلت معه قصة حب ولحن لا يُنسى وصولًا إلى أصوات مصرية وعربية عديدة لا تزال أعمالها تعيش حتى اليوم لم يكن بليغ مجرد ملحن يكتب النوتة بل كان عاشقًا للحياة بكل تفاصيلها كان يؤمن أن الموسيقى لا تولد من فراغ بل من التجارب الإنسانية الصافية لذلك جاءت ألحانه نابضة بالصدق قادرة على أن تمس القلب بلا استئذان عاش بليغ حياة مليئة بالنجاحات لكنها لم تخلُ من الأزمات والخذلان عرف الحب وخسره، ذاق طعم الشهرة والوحشة معًا عاش في أضواء المسارح ثم وجد نفسه غريبًا بعيدًا عن وطنه ورغم ذلك لم يتوقف يومًا عن العطاء بل ظل يلحن وكأنه يكتب رسائل عتاب ووفاء في الوقت نفسه رحل بليغ حمدي في 12 سبتمبر 1993 لكن موسيقاه بقيت تنبض في وجدان كل عاشق كلما سمعنا بودعك أو الحب كله ندرك أن الرجل لم يرحل بل ما زال حاضرًا بيننا يكتب لنا الأمل والدمعة على السواء