الراديو في ذاكرة الزمن الجميل

كتب_زينب غازي
تعد من أجمل الكلمات التي نسمعها فى حياتنا، عندما ينطق المذيع بصوته قائلًا : “هنا القاهرة” عبارة مشهورة ارتبطت بالإذاعة المصرية، وكانت تُستخدم كتوقيع بداية البث الإذاعي، هذه العبارة أصبحت رمزًا للبث الإذاعي المصري وتاريخه العريق، وتجمع بين الفخر بالهوية المصرية والاعتزاز بتاريخ الإذاعة.
و تبدأ التفاصيل الصباحية فى الزمن الجميل، مع دقات الساعة السادسة صباحًا، يبدأ صوت الشيخ رفعت بتلاوة القرآن الكريم، يعقبه أغنية أم كلثوم (ياصباح الخير ياللي معانا ) ثم تناول وجبة إفطار سريعة او عمل سندوتشات وإعداد الحقائب المدرسية و تغنى شادية الشمس بانت من بعيد ويليها محمد قنديل ( ياحلو صبح يا حلو طل ) وتتدفق البرامج الإذاعية الجميلة (قطرات الندى ) بصوت الشاعر فاروق شوشة ويعقبها ( طريق السلامة ) للمذيعة ذات الصوت الدافئ آيات الحمصاني بصحبة غناء نجاح سلام ( بالسلامة يا حبيبي بالسلامة بالسلامة تروح وترجع بالسلامة) والتي كانت تمثل دعوة خالصة لله بأن يجنبنا مخاطر الطريق و ينجينا من المهالك، حتى إذا ما شارفت الساعة الثامنة وينطلق صوت فؤاد المهندس بعبارته الجازمة (كلمتين وبس) فى تلك اللحظة نعرف أن الوقت مر و عدى وأن بوابة المدرسة على وشك الانغلاق و نجري و ننطلق بسرعة للذهاب للمدرسة.
تأتي الساعة الثالثة عصرًا ، تكون إذاعة الشرق الأوسط قد بدأت برامجها الخفيفة (تسالي) ايناس جوهر وباسلوبها الرشيق وعلى صوتها نتناول الغذاء وصوت الراديو في الخلفية، ونعمل الواجبات المدرسية و يفتح اهالينا الساعة الخامسة ليستمعوا لإذاعة أم كلثوم ، تبدأ المحطة في اذاعة أغنية لكوكب يعقبها أغنية أو أكثر لمحمد عبد الوهاب ثم فريد الأطرش ثم نجاة الصغيرة وعبد الحليم حافظ و شادية ومحرم فؤاد وكبار المطربين حتى الساعة التاسعة مساءً لتعود من جديد أم كلثوم .
أما شهر رمضان يسيطر الراديو على حياة المصريين، من لا يسمع فزورة آمال فهمي على الإفطار، أو مسلسل إذاعة الشرق الأوسط. وألف ليلة وليلة بصوت زوزو نبيل الذى ارتبط في أذهاننا شهرزاد الصباح، ابتهالات نصر الدين طوبار وقرآن الشيخ محمد رفعت وآذان الشيخ مصطفى إسماعيل، و عند رؤية هلال العيد ، يتم سماع أغنية ام كلثوم ( يا ليلة العيد ).
وعند وجود أخبارًا هامة أو أحداثاَ غير معتادة، تتجه الأنظار الى الردايو ، ويتحرك المؤشر يمنة ويسرة للبحث عن المحطات الإخبارية التي تبث الأخبار في وقت حدوثها.
واصبح الراديو رفيقًا دائمًا، سواء في السيارة أو المنزل أو حتى على الهاتف المحمول، تطور التكنولوجيا ساهم في جعل الراديو أكثر مرونة وسهولة في الوصول إلى المحتوى المفضل، وتقديم تجربة استماع مميزة .