الزمرد المصري يخفي أسراره في أعماق الصحراء الشرقية وسيناء (صور)
كتب_زينب غازي
تعد محافظة البحر الأحمر ثرية بالطبيعة الخلابة وكذلك المعادن الثمينة وفى اعماقه الكثير من الكائنات البحرية, و الشعب المرجانية والسمك الملون ما يخطف الألباب، وفي أعماقه ما يدهش العقول، تشكل عالمًا تحت الماء يفوق الخيال.
و تمتلئ الصحراء الشرقية بداخلها معادن واحجار مختلفة الاشكال و الأنواع التى عندما تشاهدها تبهر النظر بجمالها ومن بين تلك االأحجار الكريمة النادرة، الحجر الأخضر، المعروف بـ “الزمرد”.
ويستخرج الزمرد في البحر الأحمر، من منطقة رأس بناس جنوب مرسي علم جزيرة تسمي سانت جونز، أو جزيرة الزبرجد كما يطلق عليها، وتعتبر الجزيرة أقدم مناطق استخراج أحجار الزبرجد النفيس فى العالم، إذ تم اغلقها منذ عشرات السنين.
وتعود أقدم أنشطة استخراج الزمرد في مصر إلى ما قبل أكثر من 3 آلاف عام، في زمن الأسرة الـ21 (حوالي 2000-1788 قبل الميلاد)، حيث كان يعرف باسم “حجر الحب” أو “الحجر المقدس”، وزينت به الملكة كليوباترا تيجانها.
الفراعنة أول من اكتشفوا سر وجود الزمرد في جنوب محافظة البحر الأحمر، وتحديدًا في وديان “صحراء عيذاب” لم يتوقف الأمر عند الفراعنة، إذ سار الرومان على خطاهم، واستمروا يواصلون التنقيب عن الزمرد في «وادي سكيت».
وشيدوا معبدًا ضخمًا يُعرف معبد «سرابيس»، الذي ما زال صامدًا حتى يومنا هذا، كجزء من التراث الغني للمنطقة، وعلى مسافة بالقرب من هذا المعبد، تجد مدينة العمال الرومانيين، حيث عاشوا وعملوا في استخراج هذا الحجر الكريم الذي أصبح رمزًا للثروة والرفاهية عبر التاريخ.
ويوجد بين صحراء مدينة القصير وصحراء مرسى علم، وادى سكيت، وهو من أشهر الأودية الجبلية بالمنطقة، إذ تعد أشهر مناطق رحلات السفارى الجبلي في الوقت الحالى بمرسى علم، و كانت تلك المنطقة بها محطات مرور القوافل التجارية الفرعونية إلي بلاد بونت قديما واثناء مرورهم به اكتشفوا الزمرد .
اكتشف الفراعنة خلال مرورهم بذلك المكان أنه يحتوي علي حجر الزمرد الكريم، والذي تم استخرجه منه بكميات كبيرة، واستخدم الرومانيين المكان من بعدهم والذين كانوا يسيرون علي خطي الفراعنة فى استخراج الأحجار الكريمة، ليشيدوا بعد ذلك معبد “سرابيس” بالقرب منه واستخدامه كمقر لهم في تلك المنطقة.
الزمرد المصري يتمتع بتركيبة كيميائية تميزه عن المستخرج من مناطق أخرى حول العالم مثل كولومبيا والبرازيل (شترستوك).
