الشراقوة عزموا القطار.. قصة شهامة منذ قرن من الزمان
كتب_ زينب غازي
“الشراقوة عزموا القطار” عبارة اشتُهر بها أهل الشرقية منذ نحو 106 أعوام وهى ليست عفوية بل إنها دليل على كرم أبناء محافظة الشرقية وأحيانا يستخدمها بعض الأشخاص للتعبير عن طيبة وعفوية أهل الشرقية.
و يتضح كرم الشراقوة الزائد خاصة مع الغرباء، إنه فى العشر الأواخر من رمضان عام 1917 تعطل القطار أثناء مروره أمام القرية، وكان الأهالى يؤدون صلاة المغرب، وعلم الأهالى بذلك فأحضروا التمر والعصائر والطعام وجرى توزيعها على الركاب للإفطار.
وتسابق أهالى القرية لتقديم الطعام للصائمين، حيث حملت السيدات صوانى تضم أنواعاً مختلفة من الطعام وتوجهن إلى محطة القطار مع الرجال لتقديم الطعام للجميع، وسرعان ما تناقل الأهالي الحكاية.
وفى عام 1967 تعطل قطار أخر وقدموا الطعام والخبز للركاب، لإن إكرام الضيف جزء من عادات وتقاليد الشرقية.
وتكررت أكثر من مرة، منها رمضان 2019 عندما تعطل قطار متجه إلى بور سعيد فى محطة أبوحماد، وخرج أهالى المدينة لتقديم السحور للركاب.
فى هذا العام عزم أهالى أبوحماد ركاب القطار على السحور فى عاشر أيام رمضان عام 2019، وذلك بعد تعطل القطار فجأة، قبل أذان الفجر.
وتقدم مدينة أبوحماد الإفطار للركاب كل عام، والعصائر ومياه وساندويتشات جبن أو لانشون وثمرة فاكهة لركاب القطار وذلك منذ 22 عاماً على التوالى، واستمرت الشرقية على هذ الحال كل عام، والمياه والوجبات التى يتم تجهيزها، هى تبرعات ذاتية من الأهالى.
وكتب أحد الشعراء عن هذا الحدث قائلًا إن الحقيقة وباختصار هما مش عزموا القطار.. دا الشراقوة من كرمهم قدموا أحسن فطار.. العمدة والأهالى قدموا لهم كل غالى.. فى البلد أصبحت حكاية من حكايات الليالي.. أحكى يا سطور الغناوى ع الرجولة والشهامة والأصول والجدعنة.. الحقيقة وباختصار همه مش عزموا القطار.