الصيف الهندي
L’ete indien
الصيف الهندي
تلك اولى اغانينا
اغاني العشق المسافر فينا
ذلك العشق الحار كلغط الصيف
كالذي يسكن الكوامن ويستبد بالحنايا
اغاني السفر على سرير الغمام
اغاني العشق المعربد في نبيذ الروح
وحديث الشفاه
حيث تعانقنا بلا كلفة
وقلنا اشواقنا نكاية في الصمت
وهدمنا برزخ الممنوع
وعبرنا تلال المستحيل
قفزنا الى ال. هناك كعصافير لا تخش الارتفاع
في الهناك كنت وشمي المنقوش على زندي
على تصاريس زمني المتعب
على روحي التي تماهت فيك
وكنت مهوى رغائبك…
ذلك الهناك المحمل بصباح تصاعدت فيه قبلاتنا وهي تخاتل قطرات الندى.
تجنح بالتاريخ صوب الجنون
وتولي وجهها شطر صيف هندي حارق
وزمن له طقوس عشق هندية حمراء
حمراء كدماء الوريد الوريد الذي يربطني الى يقينك
كليلة حب مستعلة العينين
موغلة في جنونها
يا شاعري
جئتك من جزر الصقيع المر
لاجئتك الى صدرك
كفك…عرشك.. اغانيك.. مواويلك. صوتك…خطاك
لا جئة الى روحك الحبلى بي..
جئتك وبالصدر صخر الزمن وغرانيت الوقت وكلس الروح
ذلك الزمن الذي تماهى في قسوة معانيه
جئتك وبي رغبة للغناء على مرافىء روحك
قلت وقد احترقت دوالي العنب في سري الكامن:
احضن صهيل الانثى انه الهارب من عويل الزمن الارعن
جئتك يا اني..
قادتني عيناك وما انبثق عن سوادهما في لحظة الانهيار الداخلي..
جئتك مفعمة بالعشق مطرزة بحرير الهند
مبللة بعطر الندى الاسر
معلقة على مشجب الوجدان
رغبتي في ان نغني سويا على تلال العمر
وحافة القمر..
كي نمحو ندوب القلب القديمة
ونرتق تجاعيد الروح التي قادها الانكسار الى ترهلها
هذا موسم المجيء اليك دون سابق انذار
قالت جوارحي…
جئتك حين كنت القتيلة والقاتل انت
السجينة انا في تلافيف روحك والسجان انت
وما اعذب ان يرضى السجان بسجانه في مواسم العشق الحارة !!!
وفي لغط الحنين المجنون
جئتك كما تجيء السنونوات في لحظة عابقة بالسفر والارتحال..
لاحدثني عنك فيك…وعلى تلال شفتيك..
ومدائن صدرك المشتهاة
وشوارع جبينك
ومن شفتيك
ومملكة كفيك
وقارات بهاءاتك
وتلال سحرك…
جئتك كي اعيد ترتيب التاريخ على ساعديك
كي نحيا عشقنا بنكهة الاسطرة
كصيف هندي مجنون….لا يؤمن بالمعابر الموصدة..
فبعض الاساطير تاخرت عن مجيئها قبل عشقنا باعوام
ياشاعري
ماذا بحدث لو بدلنا الفصول ورتبنا الاعوام
وارتشفنا كؤوسنا في مدن بلا تاريخ
حيث نكون نحن التاريخ الاصلي
وحيث يكون قلبك وطني وعيناك مدينتي
جئتك في صيف هندي تعرى عن رغا ئبه ولم يهتد
وعلى ساعديك تعالى صخب الروح
حين عبرت الى ال.. هناك على جسور الريح
انا جز عشقك
اتملى يقينك
واتهجى حقيقتي وكينونتي
واخاتل صباحات العمر
واسترجع بعضها الذي خلفته على قارعة الطريق
ذلك العمر الذي خيل الي انني نسيته على ارصفة الدنيا
في الازمنة الغابرة
وعلى طاولات الاحزان
في منفاي الشهي..
حيث لا ملاذ الا القصيدة
يا شاعري
اي عشق هذا الذي يفتك بالتاريخ ؟!
وهل كنا التاريخ ؟!
ام كنا ام تراتيل العشق العصية
في زمن يفقه في قصص التاويل ؟!
نادية نواصر
الجزائر