الفاسد الأمين والتقمص بدور الضحية
البعض يعيش في مجتمعنا دور الضحية بل ويبحث بكل السبل عن هذا الدور وإن لم يجدها لأوجدها هو لنفسه ليحصل على لقب الضحية
وهنا أتحدث عن بعض المسؤولين في الوزارات المؤسسات والهيئات وغيرهم ومن أمثالهم من يتبعون ذلك الأسلوب
بالفعل أصبحت لعبة تمثيل دور المهتم ويلي خايف على مصلحة البلد وعلى شبابنا مكشوفة للجميع وبالأخص المسؤولين في المواقع الإدارية في الوزارات والمؤسسات للأسف للانتفاع والاستفادة الشخصية والشهرة على مواقع التواصل الاجتماعي وهنا أطلق على كل شخص منهم لقب الفاسد الأمين ويعني الأمين المؤتمن على نهوض المجتمع وخلق فرص وتنفيذ مضامين والمسؤوليات والواجبات الموكلة له ضمن نطاق عمله وعدم تجاوزها لمنفعة شخصية ولكن الجشع واستغلال شبابنا أدخلت البعض في دائرة الخيانة المجتمعية وتقليل من شأن شبابنا وأفسدت المضمون والهدف وانعدام الثقة لدرجة ابتزاز الموظفين للسكوت عن أمور مغلوطة بالتهديد والوعيد
هل هؤلاء هم المؤتمنون على قيادة شبابنا ومجتمعنا بالاتجاه الصحيح وبالأخص في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها الشباب كما ما قال أنا زهقان من إلي بستغلو الوضع وعاملين حالهم وراء مصلحة الشعب
ويرى هؤلاء الذين يلعبون دور الضحية أنهم يستدرون عطف الناس أي الشعب ويأسرون مشاعرهم ويحققون انتصارات و يعيشون دور الضحية بدهاء وإتقان حتى يصلوا إلى أن يصدقوا أنفسهم والاتقان ببراعة لتزوير المشاعر وهذا خبث ودهاء في آن واحد
بناء على دراسات من قبل دكاترة الاختصاص النفسي يذهبوا إلى أن هؤلاء الأشخاص يعانون من عقدة نقص وحاجة للفت الانتباه و دائماً ما تجدهم ينظرون لما يمتلك الآخرين وتلك الشخصيات التي تقمص دور الضحية والمظلوم عاشت في بيئة فيها عزلة وليست لديهم مهارات التواصل الاجتماعي وينظروا على ما ينقصهم ليجدوا لأنفسم مبررا للعب دور المظلوم
وللأسف نرى الكثير من الناس في مجتمعنا أصحاب العواطف والانفعال يصدقون دور الضحية وكأنه حقيقة فيقومون بدور المدافع عن الضحية إما جهلا منهم بحقيقة الأمر أو لحسن ظنهم بصاحب الدور وهذا أشبهه بمشهد مسلسل درامي ثأثرنا بأحداثه وكأنه حقيقة وننسى أنها عادة تحاكي وهم الخيال أو قصة غير موجودة فعليا والناس ينخدعون به
وعندما تنتشر فكرة نحن الضحية بين أبناء فئة أو جماعة أو أحزاب داخل المجتمع فإنها تكون جزءا فاعل في نشر الفوضى العاطفية والفكرية في مجتمعنا لذلك ينتج هنا خطاب الشكوى من الظلم يكون واضحا بقوة عند الفئات المستهدفة وتتنافس الفئات على الشكوى ويطلق عليها العلماء ظاهرة التظلم التنافسي وفي بعض الأحيان بأخذ المظلوم بعض صفات الظالم، ويتحول الضحية إلى جبار متكبر واستغلال مصالحهم الشخصية على حساب تلك الفئات أو المؤسسات وغيرها وأقرب تفسير لهذه الظاهرة هو ارتباط المغلوب بالغالب وهي ظاهرة أشار لها ابن خلدون واعتبرها من صفة من صفات ظاهرة التظلم التنافسي فالمستضعفون تستقر في عقولهم أن هذه الطريقة هي سبيل التفوق وأن المعايير التي تحملها هذه القيم هي معايير التميز
والسؤال البارز هنا هل سينجح صاحب دور الضحية في خداع بعض الناس والمجتمعات والشباب وغيرهم الإجابة لهذا السؤال من وجهة نظري هو بإمكان الشخص المسؤول أن ينجح نجاح الراسب الذي انبهر بتقدير مقبول بعد إعادة اختباره ولكن لن يدوم طويلا في الخداع لماذا ببساطة لأنه لا يستطيع أن يخدع كل الناس طوال الوقت وهذا دلالة على قوة وعي شبابنا ومجتمعنا
ومن الدلائل في الوقت الحالي شبهات الفساد المالي وبالأخص الفساد الإداري الذي ربما سوف يطيح بعدد كثير من المسؤولين مستقبلا الذي كنا نعتقد أنهم على قدر حمل المسؤولية لكن الوجه الآخر لهم كشف حقيقتهم على أرض الواقع انقلاب السحر على الساحر
ولهذا فإني أنصح هؤلاء الأشخاص والمسؤولين بمراجعة أنفسهم وتدارك أفعالهم التي ذكرتها سابقا ومن ثم التنحي من مناصبهم و بدورهم وهنا (زهقنا منهم) والأهم الأخذ مرارا وتكرار( ما حدا أحسن من حدا إلا بالإنجاز
أدام الله مصر وشعبه عزيزا وقويا بعزيمة شبابه وحفظ الله مصر بقيادتها الحكيمة الرئيس عبدالفتاح السيسى