المسؤول فاقد الإحساس لايقدر أمانة المسؤولية
ليس هناك صعوبة في اختيار المسؤول المناسب في المكان المناسب ولكن الصعوبة تكون إذا لم يكن المسؤول المناسب لديه إحساس وشعور بالآخرين من الذين ترتبط مصالحهم بمسؤوليته هذا من جهة ومن جهة أخرى أن تكون لدى هذا المسؤول شخصية قوية تسير العمل بمصداقية وإخلاص ومتابعة للذين يعملون تحت إدارته خاصة ونحن في زمن كثير فيه التلاعب وتكاثرت فيه المحسوبية والمجامللات وللأسف هناك بعض من المسؤولين نجد أن شخصيته لا تتعدى غرفة مكتبه ولم يكن على دراية ومتابعة بتصرفات بعض الموظفين ممن هم ضمن جهازه الإداري. فالمجتمع ليس بحاجة إلى مسؤولين على هذا النمط فكل إدارة حكومية هي مرتبطة بمصالح الناس ولن تفلح هذه الإدارة إن لم يكن على رأس إدارتها رجل قوي قوة في الحق وقوة في العدل.لأن الأمور اليوم لا تكون بالتعامل فقط مع الأوراق دون متابعة ودراية وتقصي وأخذ وعطاء ومساءلة عندئذ يحس كل موظف أنه أتى لخدمة الآخرين الذين ترتبط مصالحهم بهم وأنه تحت إدارة مسؤول فطن وقوي الشخصية أتى لخدمة الناس فيتفاعل كل موظف ويعمل لأنه متابع وكذلك من لديهم المراجعات ولارتباطات بهذه الدائرة أنه أمام إدارة فيها الصدق وعليه أن يكون صادقا فيما هو من أجله وليس هو بحاجة إلى الالتماسات والبحث عن طرق يتحصل بها على ما يريده فيما هو في مراجعته وهو أغلب ما يكون اليوم
فمتى تكون الإدارات الحكومية جميعها على هذا المنوال وليس معنى هذا أنه لا توجد إدارات حكومية فيها الصدق والعدل بل يوجد ولكن ليست كلها فهناك بعض الدوائر الحكومية فيها عينات من الموظفين ليس لديهم الإحساس والشعور بمعاناة الآخرين وذلك في غياب المتابعة والمساءلة وهذا ما يريده كل مواطن ولا نريد مسؤول يكتفي بالمسحة الشخصية التي لا تتعدى مكتبه فكل جهاز إداري إن لم يكن على رأس هذا الجهاز مسؤولا واع ومدرك ومتابع فسوف يكون الخلل وسوف تكون السلبيات أكثر بكثير من الإيجابيات التي نحن بحاجة إليها فعجلة التقدم في رقي هذا الوطن ستكون بطيئة بوجود من لم يحس بمعنى الوطنية وقيمة الوطن