انتشار ظاهره البلطجية تحت مسمى لقمة
جريمة البلطجة بين المجابهة والمواجهة بين الأسباب وطرق المنع والوقاية ،والبحث فى العوامل التى أدت لظهورها كحوادث فردية نادرة وكيفية القضاء عليها. هذه الجريمة التى أصابت بعض البشر فأدت إلى تدمير النفس الإنسانية وحولتها من نفس سوية خيرة الى نفس غير سوية شريرة فقدت ملامح النفس الإنسانية وما دعت اليه الأديان من مكارم الأخلاق وعدم الإعتداء على الأخر وحرمة الدم وعدم ترويع الأمنين والتعايش السلمى.إن جريمة البلطجة جريمة لها شقان شق دينى وهو مخالفة احكام الأديان والفساد فى الأرض وترويع النفس وحرمة الإعتداء على الغير وهو ما نهت عنه جميع الأديان وحرمته الشرائع السماوية ونبذته الإنسانية .وشق قانونى اذ ان هذه الجريمة تمثل الأفعال التى من شأنها الترويع والتخويف والمساس بالطمأنينة وسلام المجتمعات .ولقد حدد القانون المصرى فى عدد من الإصدارات جريمة البلطجة ومنها القانون رقم 162 سنة 1985 وتعديلاته، المرسوم رقم 7لسنة 2011 الصادر من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتعديل بعض احكام قانون العقوبات وأضافة المادة 375 و375 مكرر بإضافة الترويع والتخويف والمساس بالطمأنينة، و القرار رقم 683لسنة 2018 بأحالة النيابة العامة إلى محاكم أمن الدولة طوارئ بعض جرائم البلطجة والترويع والتجمهر المنصوص عليها فى الباب السادس عشر من قانون العقوبات وتتلخص العقوبة كالأتى -الحبس مدة لا تقل عن سنة كل من قام بنفسه او بواسطة الغير بإستعراض القوة او التلويح بالعنف أو التهديد بأيهما أو استخدامه ضد المجنى عليها أو مع زوجه أو أحد أصوله أو فروعه وذلك بقصد ترويعه أو التخويف بإلحاق أذى مادى أو معنوى به أو الأضرار بممتلكاته أو شرفه. الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز خمس سنوات اذا وقع الفعل شخصين فأكثر، او اصطحاب حيوان يثير الذعر، أوحمل ايه أسلحة أو عصى أو ألات أو أدوات أو مواد حارقة أو كاوية أو مخدرات أو منومة أو اى مواد ضارة ،أو اذا وقع الفعل على انثى أو من لم يبلغ 18 سنة . عقوبة الإعدام إذا اقترتت بجربمة القتل العمد .وضع المحكوم عليهم بعقوبة مقيدة للحرية تحت مراقبة الشرطة مدة مساوية لمدة العقوبة لا تقل عن سنة ولا تزيد عن 5 سنوات. فإذا كان هذا هو تعريف جريمة البلطجة والعقوبة المقررة لها . ومن هنا نتساءل ما هى العوامل التى أدت إلى نشأة جريمة البلطجة وكيف يتحول الإنسان السوى إلى الإنحراف السلوكى والأخلاقى و الإجرامى ؟ من وجهة نظرى أنه لابد من بحث هذه الجريمة من أساتذة علم النفس والقانون والإجتماع والدين والتعليم والقانون وبحث الأسباب وتقديم روشتة لعلاج الإنحراف السلوكى ومجابهة الجربمة .من وجهة نظرى القانونية والأدبية أنه يوجد العديد من العوامل التى أدت الى هذه الظاهرة الغريبة والمنافية للقيم والأخلاق والدين والطبيعة السوية للنفس الإنسانية. وتتلخص فى العديد من الاسباب ومنها : الوسائل الإعلامية والمتمثلة فى بعض المواد المصورة سواء كانت الدراما التلفزيونية والأفلام والبرامج فبعض هذه المواد المصورة تتناول حياة واساليب البلطجية وطرق إنحرافهم وأدواتهم وكيفية تنفيذ جرائمهم فأدى ذلك لانتشار جرائم البلطجة من خلال عرض هذه النماذج المريضة والغريبة عن المجتمع و إنقياد أطفال و شباب مازالوا فى مرحلة التكوين وسهولة التقليد لهذا النجم الذى يتميز بالقوة فيختلط عليه الأمر وهو مازال فى مرحلة التكوين النفسى والسلوكى وتصبح البلطجة سلوكا خارج عن إطار الشخصية السوية .التعليم وضعف الدور التربوى والإجتماعى والثقافى والرياضى والأنشطة المكتبية فأدى ذلك لضعف اكتساب الصفات المانعة والمقومة للنشأ فى مرحلة الإعداد والتربية والتقويم .العوامل الإقتصادية وهى من العوامل المهمة حيث الفقر من أسباب أرتكاب الجريمة مع ضعف الوازع الدينى والأخلاقى والمبرر لدى الشخص الحصول على المال لسد أحتياجات الحياة .العوامل الإجتماعية متمثلة فى بعض المشكلات ومنها التفكك الأسرى وظاهرة أطفال الشوارع والمتسربين من التعليم فيصبحوا وسيلة سهلة للإنجذاب إلى عالم الجريمة ويتم إستغلالهم وإستخدامهم فى جرائم البلطجة .المواد المخدرة وتناولها من أسباب انحراف النفس السوية وإتخاذ الجريمة كأسلوب للحصول على المخدر . العوامل الدينية والبعد عن أحكام الدين الصحيح بما فيه من معاملات وعبادات ومتشددين وتطرف فيجد النشأ نفسه بين فكى الرحى أما متشددين وأما مجرمين وحسب نوازع النفس يتم الإختيار .العومل القانونية من حيث إستغلال سن الحدث فى صنع الجريمة وممارستها ضعف تجريم بعض الفئات التى تنشر الفكر الإجرامى فهم شركاء بالتحريض على الجريمة ولو لم يشاركوا فعليا ولكنهم شاركوا نفسيا وعقليا بنشر جريمة البلطجة. ضعف ممارسة الرياضة فأدى ذلك إلى إستخدام القوة فى مرحلة النمو والمراهقة بشكل خاطئ يشكل جريمة.ضعف ممارسة الفنون وضعف عمل المؤسسات الثقافي فأدى ذلك لتغيب الفكر والهوية وضعف الشخصية وقوة تأثير العوامل الخارجية ففى إكتساب العلوم والفنون والمعرفة وقاية النفس بزاد العقل ومتعة الروح والفكر السليم . هذه بعض العوامل التى ادت الى ظهور هذه الجريمة .فكل داء لابد له من دواء وهذه الجربمة لابد من إقتلاعها من جذورها بقوة وحسم وإعمال الفكر والعقل للقضاء عليها ويتمثل ذلك فى العديد من المجالات ومنها المجال الإعلامى أن الإعلام له دور هام مؤثر فى المجتمعات ولذا يجب ان يكون أداة مواجهة وردع وذلك بإتخاذ عدة خطوات تتمثل فى الأتى .عدم السماح بعرض المواد المصورة سواء أفلام سينمائية ودراما تلفزيونية وبرامج مصورة تحاول نشر اساليب البلطجة و دحض القيم الأخلاقية والسلوكية والفطرة السوية ونشر الجريمة . فهذا المواد لا تمثل المجتمع المصرى فهى نماذج شاذة ومشوهة خارجة عن الشخصية المصرية .عودة قطاع الإنتاج لإنتاج دراما تلفزيونية وسينمائية هادفة تبحث المشكلات المجتمعية وتجد الحلول وتقوم الشخصية وتظهر جمال القيم والمبادئ والأخلاق المصرية الجميلة وتثرى المجتمع بدراما هادفة تساعد على الإرتقاء بالسلوك والفكر والإخلاق اقامة برامج ثقافية وطبية وإجتماعية وإستضافة متخصصين فى المجال الطب النفسى والإجتماعى لمحاولة تقويم النفس ودرء أسباب الجريمة وتعريف الأسباب وطرق المواجهة والمكافحة والأضرار الناتجة على المجتمع .المجال القانونى تعديل القوانين وضم فئات جديدة من المحرضين بالترغيب ببث مفاهيم خاطئة لدى ابناء الجيل ومنها المواد الإعلامية المحرضة على إرتكاب الجريمة . تطبيق مدونة السلوك الإعلامى ومنع عرض هذه المواد الهابطة ومعاقبة من يقوموا بمخالفة أحكامها .تفعيل دور الرقابة على المصنفات الفنية ومنع منح الترخيص بالعرض .القضاء على المخدرات بأنواعها ومكافحة جريمة تعاطى المخدرات وسد المنافذ وتغليظ العقوبة للمدمنين و المتاجرين المجال الإجتماعى بحث جريمة البلطجة ومكافحة الجريمة وطرق المواجهة من اساتذة الإجتماع وتدريب العاملين فى المؤسسات ليكون لديهم القدرة على التعامل مع هذه الفئة وتقويمها وخاصة فى المؤسسات التعليمية . اقامة مراكز إصلاحية مجانية تقوم بفحص الحالات وتقويمها وإعادة تأهيلها لتصبح عضو فعال فى المجتمع.المجال التعليمى التعليم هو الأساس لبناء الإنسان ولذا فلابد من تنشئة الطفل على العلم والفكر والثقافة والأخلاق وتعديل المناهج التعليمية بإدخال موضوعات تحث على غرس القيم الأخلاقية والسلوكية والقانونية والدينية .المجال الرياضى الرياضة لها دور هام فى مقاومة عوامل الإنحراف ولذا لابد من تفعيل الأنشطة الرياضية فى المؤسسات التعليمية وتفعيل عمل المراكز الرياضية لإستيعاب الشباب وإقامة مراكز رياضية مجانية لتكون السبيل لممارسة الرياضة ففى ممارسة الرياضة بناء العقل والجسد و تفريغ القوة فى رياضة نافعة .المجال الثقافى الثقافة واحة المبدعين والمفكرين فهى نقوم بدور هام فى تنشئة أبناء الوطن من حيث تبنى المواهب وإقامة المسابقات الثقافية فى المجالات المختلفة الفنون والأداب . عودة دور المكتبات ومهرجان القراءة للجميع وعرض الكتب بأسعار رمزية لتسهيل القراءة وأكتساب المعارف والأداب. إقامة مكاتب متنقلة تساعد فى نشر ثقافة الأضطلاع والإستعارة. إقامة مواقع الكترونية سهلة التصفح وإكتشاف المواهب وتنميتها فالثقافة والمعرفة السبيل لبناء الإنسان .المجال الدينى أن المؤسسات الدينية لها دور حيوى فى تقويم النفس الإنسانية ونشر تعاليم و مفاهيم الدين الصحيح ومنهج الوسطية وتقويم النفس وردعها ولذا لابد من زيادة البرامج والخطب والمواعظ فى جميع الأديان والتوافق مع متطلبات العصر الحديث وطرق الوصول للشباب الجيل بتطوير الأدوات والسبل وإستخدام التكنولوجيا الحديثة كأداة للتواصل مع ابناء هذا الجيل. فليس من المعقول والمقبول ان نتبع أساليب قديمة فى مخاطبة أبناء الجيل بل لابد من تجديد الأسلوب للتوافق مع أسلوب العصر لإيصال منهج وسطية الأديان والدعوة الألهية لخير النفس الإنسانية وحرمة الدم والإعتداء على النفس البشرية .المجال الإقتصادى أن الإقتصاد عمود الأمم وله الدور الريادى فى أقامة نهضة حضارية لما له من دور فى توفير الدخل المناسب وسد الإحتياجات من خلال توفير فرص العمل وإقامة مشروعات منتجة تجذب الشباب ففى إيجاد وسائل إكتساب الدخل القضاء على جريمة البلطجة بتوفير مستلزمات الحياة . هذه بعض الحلول للقضاء على جريمة البلطجة بالقضاء على العوامل التى أدت لجذب بعض الفئات ففى المجابهة الوقاية وفى المكافحة القضاء وفى الردع المنع وفى التزود بالعلم والدين والثقافة والمعرفة والقانون والوعى المجتمعى والإعلام المستنير يتم القضاء لى جذور هذه الجريمة ومجابهتها ومكافحتها وإقتلاعها ليحيا المجتمع فى أمان وسلام .