باب زمانفن

باقة الورد والاحتراف: قصة انسحاب رشدي اباظه من فيلم “مراتي مدير عام”

كتب_زينب غازي

“مراتى مدير عام” فيلم من كلاسيكيات السينما المصرية، ناقش قضية عمل المرأة وحقها فى أن تبنى كيانا مستقلا وشخصية ناجحة، وهو يعد تحد للمجتمع الذى يرى فى الزوجة مكانها البيت.

وتدور أحداث الفيلم حول حسين عمر رئيس قسم المشروعات يفاجأ بنقل زوجته عصمت مدير لشركة الإنشاءات التى يعمل بها، يخفى الزوج حقيقة علاقته الزوجية ولكنه يضطر للاعتراف بها بعد أن تحوم حولها الشبهات وبعد المتاعب التى تعرضت لها ومنها التملق الشديد للمديرة عصمت فهمى، والشكوك فى سلوكها وذلك كله تحت سمع وبصر حسين.

عرض الفيلم كيف أن الرجل المصري ممكن يقبل إن زوجته تصبح مديرته في العمل، و مطلوب منه في نفس الوقت أنه يستطيع أن يفصل العمل عن البيت و يتعامل معها مثل سي السيد يأمر وينهي.

و نستعرض كواليس الفيلم، إذ تم الاتفاق مع النجم رشدى أباظة، بطلا للفيلم أمام شادية وحصل علي 2000 جنيه وبعد الاتفاق مع أباظة علي بطولة الفيلم، تزوج الفنان صلاح ذو الفقار من النجمة شادية وقتها.

وبعد زواجهما، قرر الثنائي التعاون في الأعمال الفنية، ونشأت فكرة استبدال رشدي أباظة بصلاح ذو الفقار في فيلم “مراتي مدير عام”، ولكن لم يتجرأ أحد على إخبار رشدي بهذا الأمر.

وجاء ميعاد اليوم الأول لبداية تصوير الفيلم في استوديو نحاس تفاجئ العاملون بالفيلم بحضور رشدي إلى الاستوديو وقبل أن يدخل رشدي لمكان التصوير هرع جميع العاملين والأبطال إلى غرفهم خوفًا من رد فعله، ليدخل رشدى إلى البلاتوه ويجده قد خلا من الجميع وبعد حوالي ربع ساعة خرج رشدي وانصرف دون أن يعرف أحد ماذا فعل رشدي بالديكور.

وذهل الجميع بعدما وجدوا، باقة من الزهور وضعها رشدي داخل الاستوديو وإلى جواره 2000 جنيه مبلغ عربون الفيلم ورقة مكتوب بها أخي صلاح أتمنى لك التوفيق.

قدم فيلم “مراتى مدير عام” شادية وصلاح ذو الفقار بشكل مستنير، يسبق العصر عابر للزمن، وكأنهم كانوا على علم بما ستواجه الأجيال القادمة في وقتنا الحالي.

فى عام 1966 عرض “مراتى مدير عام ” بدار سينما ريفولى بالقاهرة وستراند بالإسكندرية، وكتب القصة عبد الحميد جودة السحار والسيناريو سعد الدين وهبة وإخراج فطين عبد الوهاب، بطولة شادية وصلاح ذو الفقار وتوفيق الدقن وكريمان وشفيق نور الدين وتوفيق الدقن وعادل إمام فى بداياته.

وفى برنامج “نجم وسهرة” بالتليفزيون المصرى عام 1982 روى الكاتب سعد الدين وهبة بعضًا من كواليس فيلم مراتى مدير عام قائلا: “هو من أهم الأفلام الكوميدية فى تاريخ السينما المصرية، وكنت قد انتهيت من كتابة سيناريو فيلم الحرام سألت المنتج منير رفلة عن مشروعاته المستقبلية بعد الحرام فقال معى رواية للسحار اسمها (مراتى درجة تانية) عن امرأة رأست زوجها فى العمل، سرحت فى الفكرة وأعجبتنى، وفى نفس الوقت كانت شادية تبحث عن فيلم كوميدى لتقديمه، فحكيت لها عن قصة (مراتى درجة تانية) فأعجبتها الفكرة ورحبت بها واحضرنا على الزرقانى لكتابة السيناريو، وغيرت أنا اسم الرواية إلى (مراتى مدير عام).

واتصل الزرقاني بعبد الحميد السحار وأخذ منه القصة وذهب إلى مصيف بلطيم وكتب المعالجة السينمائية للقصة ثم عاد إلى القاهرة وجلسنا أنا وصلاح ذو الفقار وشادية وفطين عبد الوهاب فى مكتبى باستديو الأهرام، حيث كنت قد عُينت فى مؤسسة السينما لنقرأ المعالجة.

لم تعجبنا معالجة على الزرقانى وقال فطين عبد الوهاب ضاع الفيلم يا خسارة، فقلت لهم أنا سأكتب السيناريو، وأخذت الأمر تحديا وكنت لم أقرأ القصة الأصلية لكن فى رأسى الفكرة فقط وهى أن هناك سيدة ترأس زوجها فى العمل.

رجعت إلى البيت وكنت أسهر يوميًا ثلاث ساعات فى الليل وساعة بعد الغداء وانتهى السيناريو، وبالرغم أن السيناريو بعيدا تماما عن القصة كتبنا اسم السحار على الفيلم، فقال لي أنت كاتب اسمى ليه؟ قلت له لأنك صاحب القصة أو على الأقل صاحب الفكرة، فقال لأ أنا لم أكتب شيئًا وأنت لم تأخذ مني القصة، فقلت له إن العضم الأصلى أو الأساس الذى بنى عليه الفيلم كله من قصتك، ثم بدأ تصوير الفيلم وخرج إلى النور.

ويوم العرض الأول قال لى السحار: إنك استطعت من خلال الفيلم أن تقول رأيى في المرأة وفي عالم المرأة.

والجدير بالذكر أن فيلم “مراتي مدير عام” (1966) حقق نجاحًا كبيرًا وحاز على جائزة المركز الكاثوليكي للسينما لأحسن فيلم عام 1966، واختير ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

زينب غازي

صحفية بجريدة بوابة مصر الإخبارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى