تجار الشعارات تبا لكم
كثرت الشعارات وعلت الأصوات التى تحملها فنحن فى حالة سباق محموم لإنتاج وتصميم الإكليشيهات المخيفة والزاعقة والتى تدغدغ مشاعر الجميع وعندما تتبع أصل وهدف تلك الكلمات والمفردات الرنانة ستجد العجب العجاب فليس هناك برنامج واضح أو فكرة متكاملة تشرح مدلول ومفهوم هذه الشعارات التى أطلقها أصحابها فى الهواء الطلق لتحقيق مصالح شخصية ضيقة على حساب المصلحة العامة بالتأكيد ليست كل الشعارات ينطبق عليها هذه الصفات فالتعميم خطيئة، لكن معظم الشعارات الزاعقة ستجدها فارغة وهشة ولا يملك أصحابها القدرة على الشرح أو التوضيح فما بالنا بالإقناع والانتشار
الحقيقة إننى انتبهت لخطورة هذه النقطة عندما كنت أجلس مع مجموعة من حملة شعار حرية الرأى والتعبير ومع التسليم المطلق بأهمية وضرورة حرية الرأى والتعبير بما لا ينتقص حقوق المجتمع وأفراده كانت اراؤهم ومطالبتهم بأهمية إتاحة الفرصة لسماع الرأى الآخر وتمكينه من عرض وجهات نظره بحرية وامان قلت لهم أوافقكم مائة بالمائة ولن أجادلكم فى مفهوم الحرية والتباين فى حدودها وخطوطها الحمراء وبمنتهى الهدوء طالبت كل منهم بأن يتفضل بالتعبير عن رأيه فى أى موضوع يراه بمنتهى الحرية ودون محاذير أو خطوط حمراء فوجدت الجميع يتحدث مجددا عن ضرورة حرية الرأى والتعبير كررت مجددا وقلت تفضل يا سيدى وعبر عن رأيك فيما تريد الحديث فيه أو عنه فكان الرد المهم ان يكون هناك استعداد لسماع الرأى الآخر وعندما قارب صبرى على النفاد قلت يا سادة تطلبون التعبير عن آرائكم المغايرة والمختلفة والمتفردة فتفضلوا فى عرضها ان كنتم فاعلين اكتشفت ان معظم هؤلاء توقفوا عند حفظ الشعار فقط ايضاً انتبهت لشعار آخر وهو فتح المجال العام فالمطالبة بحرية الرأى والتعبير مقرونة بشعار فتح المجال العام وهناك شعارات عديدة رائجة ومتداولة بكثرة مثل التعليم أولاً والصحة والتعليم وبناء الإنسان والبشر قبل الحجر وفقه الأولويات بناء الوعي و عصر القوة الناعمة الضائع والاستثمار فى الثقافة وإعادة بناء الطبقة الوسطي و التشظى المعرفي و بناء حياة حزبية سليمة و تمكين القطاع الخاص وتوسيع قاعدة الملكية و التصدير التصدير و الاستثمار الصناعى هو الحل وصولا إلى الشعارات التاريخية مثل العدالة الاجتماعية والتكافل والمساواة والعدالة فى توزيع الدخل وحتمية محو الأمية وضرورة مواجهة الانفجار السكاني الحقيقة ان كل هذه الشعارات مهمة وضرورية ومطلوبة وحتمية لا شك فى ذلك لكن العجيب ان معظم من يرفع هذه الشعارات ويرددها بقوة على الشاشات وفى المنتديات والجلسات المختلفة لا يعرف أكثر من حدود إطلاق تلك المفردات فقط وكثيرا ما سألت بعض ضيوفى الذين يرددون مثل هذه الشعارات بكيف السبيل لتحويل هذا الشعار إلى واقع فتكون الاجابة ده مش تخصصى ده محتاج خبراء دمتم فى أمان الله