كتب_زينب غازي
ولد صلاح الدين أحمد مراد ذو الفقار الشهير بـ صلاح ذو الفقار عام 1926 بمدينة المحلة الكبرى، وكان والده أحد كبار رجال الشرطة المصرية قبل الثورة، كان ترتيبه الخامس بين إخوته.
درس صلاح ذو الفقار بكلية البوليس نزولا على رغبة والده وكانت رغبته الأولى الالتحاق بكلية الطب، وبعد تخرجه عمل ضابطا لمدة عشرين عاما في مديرية أمن المنوفية وفى مصلحة السجون، حيث كان مشرفا على سجن أنور السادات بسجن أراميدان فى قضية اتهامه بمقتل أمين عثمان، كان معجبا بشجاعة السادات لدرجة أنه كان يوصل له الكتب والسجائر التي كانت ممنوعة عنه في السجن، حيث توطدت العلاقة بينه وبين السادات.
وقام بمحاولة تهريب السادات عدة مرات وبالفعل نجح في تهريب السادات من داخل مستشفى مبرة محمد علي الخيرية، مما أدى إلى محاكمته عسكريا، ولكنه استطاع الخروج من تلك الأزمة التي لحقت به، بعد تدخل وزير الحربية والداخلية حيدر باشا الذى طلب انضمامه إلى فريق الملاكمة بنادى الزمالك ضمن مجموعة من الرياضيين.
وقالت «رقية السادات» خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «كلام في السياسة»، المُذاع على قناة «إكسترا نيوز»: زرت والدى فى السجن قبل الثورة، وكنت مع جدي، وكنت طفلة وقتها، وطلعت أتمشى فى الطرقة لقيتهم بيضربوا واحد على ظهره والدم يسقط من جسده، وجريت على جدى وقولت له الحق بيضربوا بابا، فالفنان صلاح ذو الفقار كان الضابط النبطشي وقتها وقالى تعالى يا بنتي، دا مش بابا، بابا مسجون سياسي».
وتابعت: «بعد ذلك بابا جه وشالني، والفنان صلاح ذو الفقار جابلي علبة شيكولاتة، وفى أول عيد فن الرئيس الراحل محمد أنور السادات قام بتكريم الفنان صلاح ذو الفقار».
ولفتت إلى أن الفنان صلاح ذو الفقار كان الضابط المسئول عن حراسة الرئيس الراحل أنور السادات فترة حبسه.
وبدأ صلاح ذو الفقار مشواره الفنى، من خلال أول أفلامه “عيون سهرانة” مع الفنانة الكبيرة شادية، التى تعتبر أكبر حب فى حياته، ثم قدم بعدها فيلم “رد قلبى” فى دور حسين ضابط الشرطة.
وانطلاقته الفنية وطريقه للنجومية من خلال فيلم “الرجل الثانى” عام 1959، ليبدأ بعدها مرحلة جديدة ومهمة فى حياته وهى مرحلة الستينيات، والتى قدم بها أهم أعماله الفنية منها “الناصر صلاح الدين” ثم قدم بعدها مجموعة من الأفلام مع زوجته شادية منها عفريت مراتى، مراتى مدير عام، أغلى من حياتى، كرامة زوجتى، لمسة حنان، وحقق خلالها نجاحا جماهيريا كبيرا، ليقدم بعدها مجموعة أخرى من الأعمال المميزة منها صباح الخير يا زوجتى العزيزة، موعد فى البرج مع سعاد حسنى، زوج فى إجازة مع ليلى طاهر، دوره فى مسرحية “رصاصة فى القلب”.
وإلى جانب السينما، شارك الفنان صلاح ذو الفقار، في عدة مسلسلات منها: بلا خطيئة ورحلة عذاب و زهور وأشواك، ومفتش المباحث، و رأفت الهجان، والأسطى المدير، وعائلة شلش وغيرها، بالإضافة إلى عدد من الأعمال المسرحية منها روبابيكيا و زوجة واحدة لا تكفي ورصاصة في القلب.
في ديسمبر عام 1993، وخلال تصويره المشاهد الأخير من دوره في فيلم الإرهابي أصيب بأزمة قلبية، وأصر الفنان عادل إمام، على تأجيل المشهد حتى يتعافى صلاح ذو الفقار، إلا أن هذا المشهد كان هو الأخير في حياة صلاح ذور الفقار، الذي رحل، تاركا وراءه إرثًا فنيا سيظل خالدًا في ذاكرة السينما.