حتشبسوت و نفرتيتي ملكات جلسن على عرش مصر
كتب – زينب غازي
يفتخر المصريون بانتمائهم إلى بلادهم، بسبب الحضارة العريقة، والميزات الطبيعية، ولكن لأن الإنسان المصري هو الذي أهدى إلى البشرية الكتابة التي هي بداية العلوم والمعارف، وبغيرها لا يكون أي تقدم وتطور.
ومصر في عصر ما قبل التاريخ كان يطلق عليها قديما اسم كمي، وتعني هذه الكلمة الأرض السوداء، وكانت تطلق على الوادي الخصب المنزرع، وينحصر عصر ما قبل التاريخ المصري في المدة التي بدأ الإنسان يظهر فيها في وادي النيل.
مصر في عصر الفراعنة (3200 ق.م- 332)
في عصور ما قبل التاريخ كان المصريون على ضفاف النيل قد أنشئوا لهم حكومة ولها حاكم، حتى تكونت منها مملكتان واحدة في الجنوب وأخرى في الشمال، ولعل هذا التقسيم أدى إلى صورة من النزاع بين أهل الجنوب وأهل الشمال.
وانتهى النزاع بأن الملك مينا الذي قام بتوحيد القطرين تحت سلطانه الموحد، وأقام عاصمة جديدة لملكه في مدينة منف “ممفيس” وأدخل في البلاد وسائل النعيم والحياة المترفة.
والملوك في مصر القديمة عددهم كبير والتاريخ يضمهم جميعا في أسر، تشمل كل أسرة ماما من بيت واحد أو ذرية واحدة وقسم المؤرخون الأسر في عصور هي:
عصر الدولة القديمة: ويشمل الأسر من الأولى إلى السادسة، وتليها فترة من الفوضى فيما يعرف بعصر الانتقال الأول ويمتد من بداية الأسرة السابعة، وينتهي مع نهاية الأسرة العاشرة.
عصر الدولة الوسطى: ويشمل الأسرتين الحادية عشرة والثانية عشرة، ثم تأتي بعدها فترة أخرى من الاضطراب والفوضى تعرف بعصر الانتقال الثاني والذي يمتد فيما بين عصر الأسرة الثالثة عشرة، حتى نهاية عصر الأسرة السابعة عشرة.
عصر الدولة الحديثة: ويبدأ بعصر الأسرة الثامنة عشرة، ويمتد إلى نهاية عصر الأسرة العشرين.
العصور المتأخرة: واستمرت من بداية عصر الأسرة الحادية والعشرين، إلى نهاية عصر الأسرة الثلاثين في عام 332 ق.م.
لم تكن شخصية مينا أعظم شخصية في التاريخ المصري القديم بل كانت هناك شخصية فنان وعالم هو إمحوتب الطبيب والمهندس، وكبير مستشاري الملك زوسر (أحد ملوك الأسرة الثالثة)، منشئ للعلوم والفنون، وضع تصميم أقدم بناء مصري قائم إلى هذه الأيام وهو هرم سقارة المدرج.
وقد كانت الأسرة الرابعة من أهم الأسر الحاكمة في تاريخ مصر، حيث سخر خوفو أحد ملوك هذا البيت المصريين في تشييد هرمه المعروف باسم الهرم الأكبر، أما خفرع خليفته على العرش ومنافسه في البناء أنشأ الهرم الثاني (هرم خفرع)، وقد حكم خفرع مصر ستًا وخمسين سنة، وعلى مسافة من الهرم الأول والثاني يقوم هرم آخر هو هرم منقرع خليفة خفرع على عرش مصر.
وقد كانت هناك شخصية أخرى في الدولة المصرية القديمة، وتلك هي شخصية بيبي الثاني أحد الفراعنة الذين حكموا في الأسرة السادسة، وقد حكم أربعة وتسعين سنة، وهي أطول مدة حكم في التاريخ كله، كان في غير صالح مصر والمصريين، حيث عمت الفوضى البلاد وأدت إلى الانحلال، وطغى على البلاد عصر مظلم سادته الفوضى أربعة قرون.
وفي عصر الدولة الوسطى وتحديدًا في عهد الأسرة الثانية عشرة عاد الاستقرار إلى البلاد وظهرت شخصية سنوسرت الأول الذي حفر قناة تصل النيل بالبحر الأحمر، وصد الغزاة النوبيين، ولكن في أواخر عهد هذه الأسرة عاد الاضطراب إلى مصر على أثر النزاع الذي قام بين المتنافسين المطالبين بالعرش، وانقضى عهد الدولة الوسطى في حال من الفوضى والتفكك.
وتعرضت مصر لغزو الهكسوس (1650- 1542ق.م)، والهكسوس بدو من آسيا جاءوا إلى مصر من فلسطين متسلحين بعربات القتال التي تجرها الخيول، فأحرقوا مدنها وهدموا هياكلها وبددوا ما تجمع من ثروتها، وقضوا على كثير من معالم فنونها، وظل هذا البلاء حتى حوالي 1570 ق.م، حيث جمع المصريون شملهم، وبدأت حرب التحرير من طيبة على يد سقنن رع الذي قتل في الحرب، فخلفه ابنه كامس الذي قتل أيضا، فخلفه أخوه أحمس الذي استطاع أن يطردهم خارج البلاد.
وبطرد الهكسوس تأسست الأسرة الثامنة عشرة أول أسر الدولة الحديثة، وقد بلغت البلاد في أيامها درجة من القوة والمجد لم تبلغها من قبل، وتعتبر الأسرة الثامنة عشرة فريدة من نوعها بين الأسر المصرية الأخرى، إذ قدمت امرأتان حكمتا مصر بصفة فرعون، وهن الملكة حتشبسوت، والملكة نفرتيتي، وكان حور محب آخر فراعنة هذه الأسرة، والذي خلفه في الحكم رمسيس الأول الذي أسس الأسرة التاسعة عشرة، وجاء من بعده ابنه سيتي الأول، ثم ارتقى العرش رمسيس الثاني آخر الفراعنة العظام، ويعتقد البعض أن رمسيس الثاني هو بعينه فرعون موسى، وبعد وفاة رمسيس الثاني قام النزاع خلال حكم خلفائه الذين تولوا الملك بعده في الوقت الذي كان فيه الغزاة الأجانب يعدون العدة للانقضاض على مصر، فانقض عليها اللوبيون من الغرب في عام 945 ق. م، وعاثوا فيها فسادا يخربون ويدمرون، وفي عام 722 ق. م غزاها الأحباش من الجنوب، وفي عام 673 ق.م، اجتاحها الآشوريون من الشمال واخضعوا لسلطانهم مصر وألزموه بأداء الجزية لهم.
وفي سنة ٥٢٥ ق.م سيطر الفرس على مصر واستمروا في حكمها حتى عام ٤٠٤ ق.م حتى تم طرد الفرس، واستقلت مصر بشئونها، وظلت عزيزة الجانب حتى عام ٣٤١ ق.م، عندما دخلها الفرس ثانية لكن لفترة قصيرة استمرتْ حتى دخلها الإسكندر المقدوني عام ٣٣٢ ق.م.