Uncategorized

حكاية أغنية “يا مصطفى يا مصطفى” ذكريات من الزمن الجميل

كتب_زينب غازي

نجد كل أغنية ظهرت فى الزمن الجميل لها قصة وحكاية مختلفة أحيانًا تكون الكواليس مثيرة ومشوقة، او ممكن تكون الأغنية ناتجة عن تجربة شخصية، أو لحظة إلهام، أو حتى قصة حب، دائما الأغاني تعبر عن مشاعر وأحاسيس تتواصل مع مستمعيها بشكل مختلف.

والحكاية هنا عن أغنية يا مصطفى يا مصطفى أنا بحبك يا مصطفى، التى قدمها المطرب “بوب عزام”ولحنها محمد فوزى ، إذ، أحدثت ضجة كبيرة عند طرحها، وظلت مستمرة إلى الأن يستمع إليها الصغير قبل الكبير.

أصبحت أغنية “يا مصطفى يا مصطفى” من أشهر أغاني الفرانكو آراب المصرية، وصاغ كلماتها الشاعر سعيد المصري من الفلكلور السكندري، ولحنها الموسيقار محمد فوزي، وانطلقت بصوت
المطرب “بوب عزام”، وتعرضت للمنع من الرقابة.

جاء القرار على خلفية أن كلمات الأغنية وهى “أنا بحبك يا مصطفى” المقصود به الزعيم مصطفى النحاس، وأن “سبع سنين في العطارين” المقصود بها سبع سنوات مرت على إسقاط الملكية.

وأراد فوزي طرحها في اسطوانات من خلال شركته الفنية الخاصة، لكنه فوجئ بمنعها بقرار من المصنفات الفنية، بزعم أن كلماتها ذات مغزى سياسي، وتشير إلى زعيم حزب الوفد وقتذاك مصطفى النحاس باشا، ومرور سبعة أعوام على ثورة يوليو 1952 وانتهاء العهد الملكي في مصر.

و انطلقت الأغنية عام 1960 من خلال فيلم “الفانوس السحري” للمخرج فطين عبدالوهاب، وبطولة إسماعيل ياسين، وكريمان، وعبدالسلام النابلسي، وكانت أحد أسباب نجاح الفيلم، ليغنيها بوب عزام مرة ثانية في فيلم “الحب كده” 1961 بطولة صباح، وصلاح ذو الفقار.

وانتشرت الأغنية وردد الجمهور كلماتها، لكنها ظلت ممنوعة من الطبع على اسطوانات، وقلق بوب عزام بسبب أن فن الفرانكو آراب، سيظل غريباً فى مصر رغم ارتباطه بالموسيقى الشرقية، وتناغمه مع الإيقاعات الغربية.

وبدأ بوب عزام، الغناء في حفلات الأفراح وبعض الملاهي الليلية، وظل الجمهور يطلب منه أغنية “يا مصطفى”، ولكن الأغنية الممنوعة كانت على موعد مع العالمية، عندما اتصلت شركة إنتاج فرنسية بعزام، واتخذت الإجراءات القانونية لطبع “يا مصطفى” في باريس.

وحققت شهرة عالمية ، وطبعت منها آلاف الاسطوانات، وتقديمها بلغات مختلفة، وتسويقها في أرجاء أوروبا، وظلت “يا مصطفى” مسجلة بصوت بوب عزام.

واختيرت الأغنية ضمن أفضل عشرين أغنية عالمية، وترجمت إلى لغات عدة منها الأوردية والإسبانية والألمانية، وتزامن نجاح الأغنية مع هجرة بوب عزام إلى سويسرا، وأنشأ ملهى ليلي هناك، كان يغني فيه، واستمر الجمهور يطلب منه غناء “يا مصطفى”، حتى وفاته عام 2004.

وأكد الفنان محمد فوزي أنه مؤلف لحن الأغنية، وأن بوب عزام استولى على اللحن، وبدل فيه بعض عبارات بكلمات أخرى، وأقام دعوى قضائية ضد عزام يطالبه فيها بتعويض قيمته نصف مليون جنيه، وأكد فوزي أن عزام لم ينسب لحن الأغنية إلى نفسه، لكنه عندما سئل في باريس عنها قال: “إنها من الفلكلور العربي، وانه لم يعرف لها مؤلفاً أو ملحناً” وحينئذ تحدث فوزي إلى الصحافة، وقال في تصريحات لصحيفة “أخبار اليوم” بتاريخ 23 أبريل 1960 إنه سجَّل هذا اللحن عندما كان يعمل في أحد الملاهي الليلية بالإسكندرية، وانه لم يكن يتصور أن هذه الأغنية ستنجح وتنتشر وتصبح من الألحان العالمية.

واستشهد فوزي ببديعة مصابني لتأكيد أنه صاحب اللحن، فعندما التحق بفرقتها أسمعها بضعة ألحان كان من بينها “يا مصطفى”، ونصحته أن تقوم مطربة بأداء اللحن بدلاً منه، وأوضح أنه وضع هذا اللحن لمطربة أجنبية كانت تغنى فى مصر، وأنها كانت تحب شاباً يُدعى مصطفى، فوضع لها هذا اللحن.

يذكر أن بوب عزام هو مطرب مصري من أصل لبناني، واسمه الحقيقي جورج وديع عزام. وُلد في الإسكندرية عام 1925 وتوفي في موناكو عام 2004. اشتهر بأداء أغنية “يا مصطفى يا مصطفى” التي حققت شهرة عالمية.

زينب غازي

صحفية بجريدة بوابة مصر الإخبارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى