دعني انام فيك ولا اصحو

دعني انام فيك ولا اصحو
رسائل مابعد الساعة الصفر

يا شاعري
جئتك حين كنت وحيدا
وحين مضيت الى حرقة الاسئلة
جئتك من مدن البرد والصقيع
اناشد فرو كفك وصدرك
لا جئة اليك اتيت
كي نحتسي سويا شاي غربتنا اللعينة
اخطو صوبك وامضي الى مشتهاك
فدعني احط اوزاري على كتفيك وانام
تعبي بشبه تعبك يا نديم روحي في عتبات الشوف العصي
دعني انام فيك ولا اصحو
نوم العافية
او نوم الغواية
او نوم الغرباء المجردين من هويتهم
الذين شردهم قهر الوقت
واعياهم السير باتجاه مدار الضوء
في شوارع مدن ليست مدنهم
وليسوا منها..
جئتك يا شاعري
في الهزيع الاخير من الليل
وعلى خصري جرح قصيدة
وفي زندي
وشم لعينيك
وانين فراغات ضيعت خانة الجواب
وعلى شفتي رعشة السؤال
وغياهب الاجوبة القصية العصية
جئتك وفي كفي وجع الايام
كي اشرح جنون خفقي
وانين روحي
واسميك الوطن الام.. الملاذ …المنفى
العاشق في زيه الوارف
والسامق بقامته في بهاءات نظرتي
ايها الرفيق..النديم..
المواعيد الحبلى بالعناق
والمواثيق الراسخة في حبل الوريد
الكلام…الهمس..السفر الشهي في جسد الخرافة
في ارهاصات الشوق..
جئتك حين نادتني لحظة الخروج منا
والتوغل فينا
كسيف يتوغل في غمد قاتله
جئتك حين التفت الساق بالساق
والروح بالروح
وتماهى الانا في اناه
وما عدت ادرك
من هو .. انا ؟
ومن هو. انت ؟
لحظة تراشقنا بالقول الشفيف
وتماسكنا بصلصال الروح المبلل من غيث الله
هذا همس الفصول…
يمضي بنا الى توحد الاجساد
جسدان نحن في جسد واحد
وهذه روحي معراج التوحد فبك
وعل طوبوغرافيا روحي رسم اناملك السحر..
ايها الراسخ في وله اللغة
اني امشي اليك مجللة بعطر الياسمين
محكومة باغلال ساعديك
حيث نمت في مساء الشوق
وما صحوت..
دعني انام.
فانا اكره صحوي..
انت يا ابديتي..ويقيني
دعني انام فيك حتى الرمق الاخير
نادية نواصر
الجزائر