فنباب زمان

دنجوان السينما المصرية رشدى أباظة.. ذكرى وفاته اليوم

كتب_زينب غازي

تحل اليوم ذكرى وفاة دنجوان السينما المصرية رشدي أباظة، الذي رحل عن عالمنا يوم 27 يوليو من العام 1980، بعد صراع مع مرض السرطان.

عرف الفن طريقه بالصدفة في حياة رشدي أباظة، إذ التقى بالمخرج المصري الراحل كمال بركات في أحد الأندية، وكان رشدي يلعب البلياردو، وعرض عليه الوقوف أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة في فيلم “المليونيرة الصغيرة”، ووافق رشدي أباظة، ولكن كان لأسرته موقف آخر، فواجه رفضًا من والده عندما علم برغبته في الاتجاه للتمثيل، وساعده ابن عمه الفنان أحمد أباظة في هذا المجال.

تمرد على وسامته وتخلى عنها في عدد من الأعمال مثل فيلم “صراع في النيل”، و” تمر حنة”، فتقمص شخصيات مختلفة منوعًا في أدواره ما بين الكوميديا والتراجيديا والرومانسية والشريرة والجادة، ليقدم سجلاً حافلاً من الأعمال يزيد على 150 فيلمًا كما اختير 12 منها ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، ومنها فيلم “جعلوني مجرمُا”، “رد قلبي”، و”حياة أو موت”.

رغم الشهرة الكبيرة التي وصل لها رشدي أباظة ولكن مساحة الدور لم تكن تفرق معه كثيرًا بقدر ما يشغله الشكل الذي سيظهر فيه، إذ يسرد الفنان المصري الراحل فريد شوقي كيف أقنعه بالظهور كضيف شرف في فيلم ” كلمة شرف”، ليقول عن ذلك: “كان عندي مشكلة كيف أقنع رشدي أباظة بالظهور في دور صغير بفيلم، فقلت له عندي فيلم به دور ضابط ورئيس مصلحة السجون، وأبحث عن شخص يرهب فريد شوقي ونور الشريف وأحمد مظهر، فوجدته يقول لي أنا معاك وموافق على الدور، فرشدي كان يحب الشكل الذي سيظهر به وليس حجم الدور”.

دخل رشدي أباظة مجال الإنتاج، إذ أنتج 5 أفلام كان أولها فيلم “عاشور قلب الأسد”، وكان هذا الفيلم فكرته وتأليفه بينما قام بالسيناريو والحوار أحمد كامل الحفناوي، ثم “طريق الشيطان” والذي قام بوضع فكرته أيضًا، وشارك في بطولته، كما أنتج فيلم “شقاوة رجالة”، “سر الغائب” و”كانت أيام” وشارك في بطولتها.

53يذكر أن قبل الوفاة بـ48 ساعة فقط، فاق أباظة من غيبوبته لعدة دقائق، ورأى لأول مرة حفيده، أدهم دياب، وهو الابن الأول لابته، قسمت أباظة، من زوجها، أحمد دياب.

وكذلك استقبل شقيقته السيدة منيرة أباظة، المتزوجة في لبنان والمقيمة في بلدة صيدا، وكان رشدي أباظة قد عانى آلامًا مبرحة في الأسبوع الأخير من حياته، كما أصيب بالهزال الشديد، حيث ضاعت تمامًا معالم شخصيته القوية.

وكانت مجلة “الموعد” نشرت آنذاك تفاصيل الأيام الأخيرة في حياته، وجاء بها أن النجم الكبير دخل مستشفى العجوزة قبل الوفاة بأسبوعين، ولم يكن يعرف خطورة حالته، ولذلك لم يعلم بدخوله المستشفى سوى شقيقه الممثل، فكري أباظة، وزوجته حياة قنديل، والممثلة نادية لطفي، أقرب صديقاته.

وأصر رشدي أباظة أن يدفع مصاريف علاجه، رافضًا العلاج على نفقة الدولة أو حساب أي هيئة فنية.

ورغم آلام رشدي أباظة، كان يأمل أن يغادر المستشفى في أقرب وقت، وطلب من ابنته أن تُحضر له من مكتبه سيناريوهات اختارها لينتجها، ويشارك في بطولتها، ولكن قبل يوم واحد من وفاته فقد ذاكرته والقدرة على النطق وانتابته ثورة عصبية.

ودفن جثمان الراحل، في المقابر التي شيده على نفقته الخاصة، بمنطقة نزلة السمان، وهو بعيد تمامًا عن مقابر الأسرة الأباظية. فيما تجمّع حول مستشفى العجوزة لوداع رشدي أباظة عدد كبير من المحبين.

زينب غازي

صحفية بجريدة بوابة مصر الإخبارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى