حوادث

ذبح جاره وسط الشارع بسبب “الكلام الكتير”

كتب عثمان رمضان شبل

 جريمةقتل بشعة‭ ‬شهدتها‭  ‬محافظة الإسكندرية راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬شاب‭ ‬في‭ ‬ريعان‭ ‬شبابه‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬أحد‭ ‬الأشخاص‭ ‬يدعى‭ ‬“حمو‭ ‬النوه‭ ‬“‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬التشاجر‭ ‬معه‭ ‬منذ‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬تقريبًا‭.‬‭ ‬كان‭ ‬الضحية‭ ‬يسعى‭ ‬كل‭ ‬صباح‭ ‬وراء‭ ‬لقمة‭ ‬عيشه‭ ‬بالحلال‭ ‬ولكن‭ ‬نشبت‭ ‬مشادة‭ ‬كلامية‭ ‬بسبب‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬يتحدث‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬المتهم‭ ‬بأنه‭ ‬يتعاطي المخدرات ‬مع‭ ‬“نوه”‭ ‬أثناء‭ ‬وقوفه‭ ‬بجوار‭ ‬منزله‭ ‬مما‭ ‬تطور‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬التعدي‭ ‬بالضرب‭ ‬والسب،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجاني‭ ‬الذي‭ ‬طعنه‭ ‬فى‭ ‬الرقبة‭ ‬دون‭ ‬رحمة‭  ‬حتى‭ ‬سالت‭ ‬الدماء‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬وسقط‭ ‬المجنى‭ ‬عليه‭ ‬قتيلاً‭ .‬

نشأ‭ ‬محمد‭ ‬خميس‭ ‬الشهير‭ ‬بـ”‭ ‬بيسو”‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬بحري،‭ ‬30‭ ‬عامًا،‭ ‬يعيش‭ ‬مع‭ ‬أشقائه‭ ‬في‭ ‬حجرة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬بسيط‭ ‬تملؤه‭ ‬الطيبة‭ ‬يعرف‭ ‬بشهامته‭ ‬والجدعنه‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بين‭ ‬أهل‭ ‬المنطقة‭ ‬والأهل‭ ‬والجيران‭ ‬ومن‭ ‬المعروف‭ ‬عنه‭ ‬انه‭ ‬دائم‭ ‬السعي‭ ‬وراء‭ ‬لقمة‭ ‬العيش‭.‬

‭ ‬منذ‭ ‬طفولته‭ ‬حرم‭ ‬من‭ ‬حنان‭ ‬والدته‭ ‬التي‭ ‬توفاها‭ ‬الله‭ ‬وهى‭ ‬تلد‭ ‬شقيقه‭ ‬الصغير‭ ‬وعطفت‭ ‬عليه‭ ‬جارته‭ ‬وصديقة‭ ‬والدته‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ترعاه‭ ‬وإخوته‭ ‬مثل‭ ‬أولادها‭ ‬حتى‭ ‬كبر‭ ‬وبدأ‭ ‬يعمل‭ ‬كصبى‭ ‬نجار‭ ‬في‭ ‬ورشة‭ ‬مجاورة‭ ‬للمنزل،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬يجمع‭ ‬الكرتون‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬ويقوم‭ ‬ببيعه‭.‬

كان‭ ‬يحلم‭ ‬بأن‭ ‬يصبح‭ ‬له‭ ‬زوجة‭ ‬وبيت‭, ‬والمعروف‭ ‬عنه‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يفتعل‭ ‬أي‭ ‬مشاكل‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬عداوات‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬حتى‭ ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬يخطب‭ ‬فتاة‭ ‬جميلة‭ ‬جمعتهما‭ ‬قصه‭ ‬حب‭ ‬ولكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬فسخ‭ ‬الخطبة‭ ‬لكثرة‭ ‬الالتزامات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬سدادها‭ ‬وعاد‭ ‬يعيش وحيدا

 ‬فمنذ‭ ‬أربعة‭ ‬أعوام‭ ‬تقريبًا‭ ‬نشبت‭ ‬مشاجرة‭ ‬بذات‭ ‬الشارع،‭ ‬كان‭ ‬“بيسو”‭ ‬يجلس‭ ‬مع‭ ‬اصدقائه‭ ‬أمام‭ ‬منزله‭ ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬عمله‭ ‬وفوجئ‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬مسرعين‭ ‬إليه‭ ‬حاملين‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيضاء‭ ‬قاصدين‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬التشاجر‭ ‬معهم‭ ‬كان‭ ‬بينهم‭ ‬شخص‭ ‬يدعى‭ ‬“محمد‭ .‬ت”‭ ‬وشهرته‭ ‬حمو‭ ‬النوه‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬منطقة‭ ‬ميامي‭ ‬ولكن‭ ‬قديمًا‭ ‬كان‭ ‬يسكن‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬أبو‭ ‬العباس‭ ‬“‭ ‬بحري‭ ‬“‭ ‬معروف‭ ‬بسوء‭ ‬الأخلاق‭ ‬وكثرة‭ ‬التشاجرمع‭ ‬الآخرين‭ ‬وبدأ‭ ‬الخلاف‭ ‬بينهما‭ ‬وانتهت‭ ‬المشاجرة‭ ‬بإخلاء‭ ‬سبيل‭ ‬الطرفين‭ ‬ولكن‭ ‬عاد‭ ‬محمد‭ ‬الشهير‭ ‬بـ‭ ‬“‭ ‬حمو‭ ‬النوه‭ ‬“‭.‬

الساعة‭ ‬كانت‭ ‬التاسعة‭ ‬صباحًا‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬محمد‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬يقف‭ ‬امام‭ ‬عربة‭ ‬الفول‭ ‬يتناول‭ ‬وجبة‭ ‬الفطار‭ ‬لكي‭ ‬يذهب‭ ‬وراء‭ ‬لقمة‭ ‬عيشه‭ ‬مثل‭ ‬كل‭ ‬صباح‭ ‬ثم‭ ‬جاء‭ ‬حمو‭ ‬النوه‭ ‬ووقف‭ ‬يحدق‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬وينظر‭ ‬إليه‭ ‬نظرات‭ ‬تحمل‭ ‬الغضب‭ ‬بسبب‭ ‬أن‭ ‬الآخر‭ ‬يتحدث‭ ‬عنه‭ ‬ويقول‭ ‬أنه‭ ‬يتعاطى‭ ‬المخدرات‭ ‬والكيف،‭ ‬ولكن‭ ‬الضحية‭ ‬قابل‭ ‬تلك‭ ‬النظرات‭ ‬بالتجاهل‭ ‬حتى‭ ‬اقترب‭ ‬منه‭ ‬وبدأ‭ ‬في‭ ‬التشاجر‭ ‬معه‭ ‬مرددا‭ ‬كلمات‭ ‬“تعاركني؟‭ ‬“‭ ‬رد‭ ‬عليه‭ ‬الضحية‭ ‬رافضًا‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تطور‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ألقى‭ ‬المتهم‭ ‬له‭ ‬مطواة‭ ‬لكي‭ ‬يبدأ‭ ‬المشاجرة‭ ‬وهو‭ ‬ممسكًا‭ ‬بيده‭ ‬الأخرى‭ ‬سكين‭, ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المحاولات‭ ‬رفض‭ ‬الضحية‭ ‬الإمساك‭ ‬بالمطواة‭, ‬وتدخل‭ ‬أهل‭ ‬المنطقة‭ ‬لتهدئة‭ ‬الجاني‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يهدأ‭ ‬مما‭ ‬دفع‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬الضحية‭ ‬وقفز‭ ‬عليه‭ ‬وانهال‭ ‬عليه‭ ‬بضربات‭ ‬متتالية‭ ‬ولكن‭ ‬طعنه‭ ‬بقوة‭ ‬برقبته‭ ‬دون‭ ‬شفقة‭ ‬منه‭ ‬أو‭ ‬رحمه‭ ‬والضحية‭ ‬كان‭ ‬مستسلما‭ ‬حتى‭ ‬طعن‭ ‬وقام‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬يستغيث‭ ‬بالجيران‭ ‬حتى‭ ‬استوقف‭ ‬سيارة‭ ‬اجرة‭ ‬ذهبت‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬رأس‭ ‬التين‭ ‬العام‭ ‬ولقى‭ ‬مصرعه‭, ‬وفر‭ ‬المتهم‭ ‬هارب‭.‬

تحرر‭ ‬محضر‭ ‬بالواقعة‭ ‬وبتحريات‭ ‬المباحث‭ ‬وردت‭ ‬معلومات‭ ‬تفيد‭ ‬بأن‭ ‬المتهم‭ ‬مختبئ‭ ‬بأحد‭ ‬بيوت‭ ‬اقاربه‭ ‬بكفر‭ ‬الدوار‭ ‬محافظة‭ ‬البحيرة‭.. ‬تمت‭ ‬مداهمة‭ ‬البيت‭ ‬وألقت‭ ‬قوات‭ ‬الشرطة‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭ ‬وتم‭ ‬حبسه‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬التحقيقات‭ ‬وتم‭ ‬تجديد‭ ‬حبسه‭ ‬15‭ ‬يومًا‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬التحقيقات‭.‬

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى