زبيدة ثروت تكتب في مجلة الكواكب سنة 1957 عن ذكريات اللقطة الأولى أمام الكاميرا
كتب_زينب غازي
تحدثت النجمة الجميلة والتى كان عمرها وقتها لا يتجاوز 17 عاما عن كواليس أول مشهد لها أمام الكاميرا فى فيلم دليلة.
وقالت زبيدة ثروت: “ذكرياتى عن اللقطة الأولى فى حياتى أمام الكاميرا ذكريات باكية، وكان أول فيلم ظهرت فيه على الشاشة هو فيلم “دليلة”، ودخلت يومها إلى الاستديو لأول مرة فى حياتى”.
وتابعت النجمة الجميلة: “أجريت اختبارات أمام الكاميرا فى إحدى القاعات الكبرى بدار الهلال وقت أن كانت مجلة الكواكب تجرى مسابقة لاختيار أجمل وجه للسينما، وهى المسابقة التى رشحتنى لهذا الدور”.
وأكدت زبيدة ثروت أنها لم تنم طوال الليل، انتظارا وشغفا لوقوفها أمام الكاميرا، مؤكدة أنها عندما ذهبت للاستديو فى الصباح كان الجميع يبتسمون فى وجهها، وكان شيخ المخرجين محمد كريم، الذى يقوم بإخراج الفيلم، فرحا مستبشرا، والمنتج رمسيس نجيب فى حركة دائبة، وعبد الحليم وشادية فى غرفة الماكياج يستعدان للتصوير.
وأضافت زبيدة ثروت: “كانت هناك 10 فتيات جميلات فى الاستديو سيظهرن معى فى المشهد، وأحسست بسعادة كبيرة وأن أتطلع في وجوههن، وأرى فيها الحسد والغيرة، ودخلت غرفة الماكياج؛ لأن الفيلم بالألوان ويتطلب ألوانا معينة من المساحيق لا يغنى عنها جمال الوجه، وخرجت من غرفة الماكياج ليقول لى: انتى هتقعدى على الكرسى هنا ولما شادية تدخل هتقومى تجرى تستقبليها وهتسألك: إزاى أختك مجاتش، وهتردى زمانها جاية، وسألته: بس كدة، فقال: بس اعملى الشوط الأول”.
وأشارت زبيدة ثروت فى مقالها إلى أنها جلست على المقعد، وأعجب المخرج بجلستها وقال لها: “برنسيسة”، وأكسبتها هذه الكلمة ثقة، وجعلتها لا ترتعد وبددت مخاوفها، مؤكدة أن المخرج أشار عليها بأن تكون طبيعية ولا تتكلف وهى تمثل، وأشار عليها بالبدء، ولكنها حين وقفت نظر إليها فنظرت إليه، وهنا غضب المخرج وصرخ: “ستوووب”، وقال لها بعتاب شديد: “يامودموزيل بتبصيلى ليه، أنا ممثل معاكم، أنا جوه الكاميرا”.
وارتعدت الفنانة المبتدئة وقالت فى نفسها إنه لم يوجهها تنظر إلى الكاميرا، ولا تعرف مكان الكاميرا فأين تنظر ومتى وهى فنانة جديدة ليس لديها أى خبرة بالتمثيل، وخفضت وجهها إلى الأرض فى حزن شديد، وهى تشعر أن كل من فى الاستديو ينظرون إليها، واستمر المخرج محمد كريم فى تقريعه لها قائلا: “يا آنسة اللى بتستقبل واحدة ما تبصش لحد تانى، تجرى ناحيتها وتبص لها وتكلمها.. مفهوم”.
وهنا لم تتمالك زبيدة ثروت دموعها، وانفجرت فى البكاء، ثم جرت إلى غرفة الماكياج، لتبكى بعيدا عن الناس، وهى تشعر بالفشل.
وقالت الفنانة الجميلة: “فوجئت بالفنانة شادية تجرى ورائى، و باستني في خدى وكأنها تداعب قطة صغيرة وهى تقول: “ما تعيطيش يا أمورة، هما الحلوين يعيطوا كده”.
وأضافت: “بعد قليل جفت دموعى، وأضحكتنى شادية بخفة ظلها المعروفة، وعدت معها إلى البلاتوه، ووجدت محمد كريم ينتظرنى وهو هادئ ومبتسم قائلا: “خلصنا دموع يا حلوة”، فضحكت وعدت إلى مقعدى لأصور أول لقطة فى حياتى دون أن أنظر للمخرج”