سر تسمية زقاق المدق في العصر الفاطمي
كتب – زينب غازي
يعتبر الزقاق طريق ضيق يسمح بمرور سيارة واحدة فقط،وهو أكبر قليلا من الزنقة وأصغر من الحارة.
ويعد إسم هذا الزقاق من أشهر روايات الأديب الكبير نجيب محفوظ التي تم تحويلها إلى فيلم بعد ذلك،المسماة بنفس اسمه (زقاق المدق) وقد صور الأديب الكبير الحياة في هذا الزقاق تصويرا أدبيا رائعا.
زقاق المدق هو أحد الأزقة المتفرعة من حارة الصنادقية بمنطقة الحسين بحي الأزهر الشريف بالقاهرة.
ويعود سبب التسمية إلى أصوات الدق المتواصل الصادرة عن طحن حبوب العطارة يدويا (التوابل و الاعشاب) وذلك قديما قبل استخدام آلات الطحن الحديثة ففي الزقاق كان يتم دق العطارة كلها وتطلع منه على بر الشام وعلى كل البلاد.
لذلك الوافد إلى الزقاق يقابله رائحة قوية نفاذة وهي رائحة العطارة وعلى مدخل الزقاق يوجد لافتة قديمة أصلية مكتوبة بخط اليد تحمل اسم الزقاق.
وقال العالم جمال حمدان عن عبقرية المكان في مصر، فالمكان هنا نبع التاريخ والبطولة والمواقف التي ما زال يذكرها التاريخ، و”زقاق المدق” هو أحد الأزقة المتفرعة من حارة الصنادقية بمنطقة الحسين بحي الأزهر الشريف بالقاهرة. غير أن هذه المنطقة تتميز بأنها جزء من القاهرة الفاطمية والتي أسسها الحاكم الفاطمي المعز لدين الله الفاطمي منذ ما يزيد على ألف عام، ولتكون عاصمة الدولة الفاطمية بمصر، وزقاق المدق هو زقاق صغير شعبي يتفرع من شارع الصنادقية الموازي لشارع الأزهر.
ويضيف: زقاق المدق واحد من أشهر الأزقة، وهو لم يحصل على هذه الشهرة جزافا، بل من خلال أصالته وقيمته التاريخية بحي الحسين بقلب القاهرة، فهذا الزقاق الذي يمثل بقعة صغيرة في حي الحسين مازال على قيد الحياة يعاند مرة ويكابر أخرى وما زالت العروبة تتجول بين جنباته وتفاصيله.