حقوق انساندينى

سلوكيات خاطئة: مجـاراة الســفهاء

«اللهم لاتؤخذنا بما فعل السفهاء منا»: فالسفه فى اللغة: نقص وخفة فى العقل والطيش، وتفاهة الرأى. واذا لاحظنا فى مجتمعنا الاسلامى هذه الايام انتشار هؤلاء فى معظم المجالس العامة والخاصة،فالسفهاء تجدهم يتحدثون فى كل الامور بعلم أو بدون، ويفتى وكأنه العلامة الأوحد فى تخصصه، وهؤلاء يصيبون المجتمع بالرجعية والتخلف «فاذا ابتلى الانسان بسفيه أو دنئ فى مجلس أو منتدى فلا يجاريه، لان مجاراة السفيه تقود العاقل الى مشابهته، لأن السفيه لايملك إلا هذه الوسيلة للانتصار لنفسه : قال تعالى: »وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلام» والسفاهة أى الجهل قد يكون جهلا بسيطا، أو مركبا، فالجاهل البسيط هو من تكلم فيما لايحسن، فاذا مانبه أحد وعلمه عاد الى الصواب، أما الجاهل المركب الذى لايعلم ويظن أنه يعلم فهو يتكلم ويجادل فيما لايعرف أو يعلم ويصر على رأيه ولو بالقسم باليمين المغلظ، وهو لايرجع إلى رشده، ولايعقل كلام مايناقشه، ويظن أنه الفاهم وغيره الجهلاء، وأخطر ما فى هؤلاء أنهم يتجرأون على الله خالقه ورازقه قال سبحانه وتعالى «وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا» «الجن4» والسفيه دائماً طويل اللسان سيئ الكلام قبيح الجواب، فإن كان طفلا تعلل ذلك بانه لم يأخذ نصيبه من التربية فى بيت أبيه أو فى مدرسته أو مجتمعه، ويطلق عليه المجتمع لفظاً معبرا بـ«قليل الأدب والتربية» أما ما بالنا بالراشد البالغ الذى يتصف بالسفاهة فى تصرفاته فهذا متى نتوقع منه أن يرشد، فاذا ابتليت بسفيه، فافضل وسيلة للتعامل معه هى تجاهله وعدم الرد عليه، فلا تضرك أذيته.وفى ذلك يقول الامام الشافعى: «إذا نطق السفيه فلا تجيبه، فخير من اجابته السكوت، فإن أجبته فرجت عنه، وإن تركته كمدا يموت» وقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم «بأن يقبل المسير لممكن من اخلاق الناس واعمالهم، وأمره بكل قول حسن وفعل جميل، وأمره أن يعرض عن منازعة السفاء، فقال له: «خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين». والإعراض هنا يكون بالترك والاهمال والتهوين من شأن مايجهلون به من التصرفات والاقوال، وعدم الدخول معهم فى جدال ينتهى بالشد والجذب وإضاعة الوقت والجهد، وقد دخل رجل على عمر رضى الله عنه فقال: يا ابن الخطاب، والله ما تعطينا الجزل، ولاتحكم بيننا بالعدل فأغضب عمر حتى هم بان يقع به: فقال له جليس عنده يا أمير المؤمنين إن الله قال لنبيه «خد العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين» وإن هذا من الجاهلين فما جاوزها عمر حين تلاها الرجل عليه. وكان وقافا عند كتاب الله عز وجل، وقد قيل «لاتجادل السفيه فيخلط الناس خلاصة القول إن السفيه سيئ التصرف سواء فى المال أو اللفظ، وهذا الخلق يزيد القلوب أخفاناً، ولهذا حثنا الاسلام على آداب المعاملة وأثرها فى بناء العلاقات الانسانية لتستقيم الامم.. وبالله كيف يتقدم المجتمع ونصفه من السفهاء

مقالات ذات صلة