سيدي الرئيس السيسي لا تحزن

لم تكن صورتك في قمة بغداد مجرد لقطة عابرة بعدسة مصور بل كانت مرآة صادقة لما يحمله قلبك من همّ أمة، ووجع وطن ومسؤولية قيادة ثقيلة في زمن تعقّدت فيه التحديات وتكاثرت فيه الجراح. لم نرك حزينًا وحدك بل شعر كل عربي وكل مصري أن في قلبه شيئًا منك وأن في عينيك دمعة معلّقة من دمعه، وأن هذا الوجوم الصامت كان أبلغ من كل الكلمات
سيدي الرئيس لم نعتد أن نراك بهذا الحزن الظاهر لكننا نعلم جيدًا أنك تحمله منذ سنوات بصبر الرجال وحكمة القادة. تلك الصورة التي تناقلها الملايين لم تكن مجرّد صورة شخصية بل كانت وثيقة وجدانية جمعت القلوب حولك وأيقظت فينا إحساسًا بأنك تمثلنا بحق وتشعر بما نشعر به وتخاف على أمتك كما يخاف الأب على أبنائه والراعي على رعيته
لقد حملت تلك الصورة من بغداد رسالة أعمق من بيانات القمة حتى أن المتابعين الغربيين تناسوا غياب بعض القادة ووقفوا أمام صورتك متسائلين ما الذي يُثقل قلب الرئيس المصري وما الذي يُوجعه إلى هذا الحد وما سرّ هذا الحزن العربي المتأصّل في قسمات وجهه سيدي الرئيس ثم جاءت كلماتك في القمة قوية رصينة صادقة لتكمل ما لم تقله ملامحك
تحدّثت عن فلسطين كأنها قطعة من قلبك لا مجرّد بند على جدول الأعمال تمسّكت بالقدس الشريف كما يتمسّك المؤمن بأقدس مقدساته وعبّرت عن مصر كما نعرفها دائمًا صوت الحق في زمن الضجيج ودرع العدل في زمن الجور وراعية القيم في عالم تتلاعب به المصالح
لم تكن كلماتك مجرد خطاب سياسي بل كانت صوتًا للوجدان العربي ونبضًا للكرامة التي ما زالت تنبض في قلوب شعوبنا رغم الجراح. عبّرت عن آلامنا جميعًا من غزة إلى الخرطوم ومن بغداد إلى دمشق وكنت خير من مثّل مصر العروبة والإسلام والمسيحية، مصر التي لا تتخلى ولا تنكسر ولا تساوم على الحق مهما كان الثمن ولم تكن وحدك في هذا الموقف بل كان معك شعبك بأكمله بمؤسساته وطبقاته بنخبه وعامته بجيشه وشرطته بعلمائه ومثقفيه برجاله ونسائه وشبابه الذين رأوا في كلماتك الصدق الذي طالما انتظروه وفي حُزنك النبيل وجع كل بيت عربي يشعر بالخذلان من واقع مرير
تضامن الشعب المصري معك كان تلقائيًا عفويًا عميقًا كما تضامنت معك قلوب كل العرب شرقًا وغربًا شمالًا وجنوبًا مؤكدين أنهم خلفك حتى تحقيق النصر لأمتنا والنهضة والعزة لشعوبنا العربية، ولمصرنا العزيزة التي تبقى دائمًا في الطليعة سيدي الرئيس،نقولها لك اليوم من أعماق القلوب لا تحزن فكما حملت مصر أمجاد التاريخ ستحملها قلوب الملايين نحو المستقبل وكما اجتزنا سنوات الفوضى والدمار سنجتاز بإذن الله كل ما يتهددنا من مخاطر ما دمنا نرى في قيادتك الأمل، وفي صمودك القدوة وفي حزمك الضمان
القادم أفضل، بإذن الله، ومصر التي كانت دائمًا قِبلة العرب وقلبهم ستبقى كذلك بقيادتك، وبتكاتف أبنائها وبصدق النوايا فهذا هو قدر مصر أن تكون دائمًا في المقدمة، وأن يكون قائدها صادق الشعور متجردًا للوطن ناطقًا بلسان الأمة سيدي الرئيس السيسي لا تحزن فكلنا معك