عبد العاطي: لن نفرط في قطرة مياه و حقوقنا في النيل خط احمر

كتب حسام الدالي
أكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي أن مصر ستتعامل وفقًا لقواعد القانون الدولي مع أي أضرار قد تترتب على سد النهضة الإثيوبي مشددًا على أن حقوق القاهرة المائية في نهر النيل تمثل مسألة وجودية لا تقبل المساومة أو الانتقاص.
و بالتالي صرح عبد العاطي خلال اجتماع لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشيوخ إن الدولة ما زالت متمسكة بإتباع جميع المسارات القانونية و الدبلوماسية المتاحة حفاظًا على مصالحها المائية و ضمانًا لعدم المساس بحصتها من مياه النيل.
و بذلك مؤكدًا أن أي ضرر فعلي تتعرض له مصر سيقابل برد قانوني مشروع يتسق مع أحكام القانون الدولي و حق الدفاع عن النفس.
و على صعيدًا اخر تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار الخلاف بين مصر و إثيوبيا بشأن سد النهضة المقام على النيل الأزرق و هو مشروع مائي ضخم تصل سعته التخزينية إلى نحو 74 مليار متر مكعب و تعتبره القاهرة مثالًا صارخًا للإجراءات الأحادية التي تتعارض مع قواعد الاستخدام المنصف و المعقول للموارد المائية الدولية.
و جدير بالذكر ان مصر جددت تأكيدها أنها تعتمد على نهر النيل بنسبة تقارب المئة في المئة من مواردها المائية المتجددة محذرة من أن أي مساس بحصتها التاريخية يمثل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي و مشددة على أنها لن تقبل بأي انتهاك أو تفريط في حقوقها المائية.
و من ثم أعربت مصر و السودان بوصفهما دولتين تقعان في مصب نهر النيل عن قلقهما البالغ إزاء تداعيات الملء و التشغيل الأحادي وغير المنسق للسد و لا علاقة خلال فترات الجفاف أو الفيضانات لما قد يترتب على ذلك من مخاطر جسيمة تهدد الأمن المائي و الاستقرار المجتمعي في البلدين.
و من حيث أكد البلدان مرارًا أنهما لا يعارضان حق إثيوبيا في التنمية و تحقيق الاستفادة من مواردها الطبيعية غير أنهما يتمسكان بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ينظم قواعد ملء و تشغيل السد بما يضمن مصالح جميع الأطراف و يحول دون الإضرار بدول المصب.
و بذلك إلا أن رفض إثيوبيا المستمر لهذا الطرح أدى إلى تعثر المفاوضات التي امتدت لأكثر من عقد دون التوصل إلى تسوية نهائية.
و بالتالي خلال الاجتماع وصف وزير الخارجية الإجراءات الإثيوبية الأخيرة بأنها خطوات أحادية الجانب لا تعكس التزامًا حقيقيًا بمبدأ التعاون أو تحقيق نهضة مشتركة في حوض النيل.
و بسيقًا اخر كانت إثيوبيا قد أعلنت الافتتاح الرسمي لسد النهضة في سبتمبر الماضي رغم التحفظات المصرية و السودانية الأمر الذي فاقم حالة التوتر بين الدول الثلاث.
و بذلك في أكتوبر اتهمت القاهرة أديس أبابا بالتسبب في «فيضان من صنع الإنسان» نتيجة ما وصفته بعمليات ملء متسارعة و غير منسقة محذرة من انعكاساتها الخطيرة على أرواح المواطنين و مواردهم المائية.
و على صعيدًا اخر أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقاءات مع مسؤولين أفارقة هذا الأسبوع أن مصر لا تحمل أي عداء لإثيوبيا و لا توجد بينها وبين اثيوبيا خلافات سياسية مشددًا على أن مطلب القاهرة الوحيد يتمثل في صون حقوقها المائية المشروعة و التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ينظم تشغيل سد النهضة على نحو عادل و متوازن.






