عبق التاريخ مازال يفوح من حي الغورية
كتب – زينب غازي
حى الغورية مكان عريق يظهر فيه عبق التاريخ القديم وأصالة الماضى، ويقع فى منطقة الجمالية بالقاهرة، حيث يرجع الفضل للسلطان قنصوة الغوري ، آخر سلاطين دولة المماليك، فى تأسيس الحى.
يرجع سبب تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى السلطان “قنصوة الغوري”، الذي حكم الدولة المملوكية بمصر والشام في الفترة من عام 1501 وحتى عام 1516، وكان معروفا بحبه لفن العمارة.
وترك قنصوه ثروة فنية معمارية في كل من مصر وحلب والحجاز وكان الحي قديما يعرف باسم سوق الشربين، حيث كانت به دكاكين لصناعة الخلع التي ينعم بها السلطان على رجال الدولة في المواسم والأعياد.
ويحد الغورية شارع الجمالية الذى يقع في منطقة الجامع الأزهر، ويفصله عن ضريح مسجد الحسين والسوق ومنطقة خان الخليلى، واشتهر قديما بمحال لصناعة وخياطة الملابس.
تضمن “الغورية” على مجموعة ضخمة من الآثار الإسلامية من عصور متعددة، مثل العصر الفاطمي والأيوبي والمملوكي، فتحتوي على جامع الأقمر وباب الفتوح والمدرسة الكاملية وتكية السلحدار.
كما تشتهر بنظام الوكالات كما يعرف عنها، فيها وكالات كثيرة للبيع والشراء والاستبدال. وتضم أيضا كتب الأديب الكبير نجيب محفوظ وثلاثيته الشهيرة: قصر الشوق، السكرية، بين القصرين، كما أن متحفه بالقرب منها.. وتضم العديد من أماكن الشراء أصبحت مع الوقت مباني أثرية مهمة، وتعد من أشهر هذه المباني فيه مبنى وكالة الغوري.
وشيدت أشهر معالم حي الغورية على يد قنصوة الغوري، وأبرزهاوكالة الغوري، ومسجد الغوري، وقبة، وسبيل، وكتاب ومدرسة وتقع مدرسة الغوري في نهاية شارع الغورية عند تقاطعه مع شارع الأزهر، وتأخذ شكل كتلة معمارية مميزة.
ولا تزال وكالة الغوري محتفظة بطابعها المعماري الأصلي كما كانت عليه وهي عبارة عن صحن كبير، من حوله محلات متراصة في أربعة طوابق مخصصة لاستقبال التجار وبضائعهم. وهي الآن تابعة لوزارة الثقافة باعتبارها أثرًا مهمًا ومركزًا للفنون.
وتأتي مدرسة الغوري على شكل مستطيل المساحة.. أرضيتها مفروشة بالرخام مزخرف بأشكال هندسية فائقة الجمال، ودقيقة الصنع.
ويعد سبيل الغوري من أبرز ما تتميز به مجموعة السلطان قنصوه الغوري. نظرا لأنه من طراز خاص، يضم ثلاث شبابيك جميعها تطل على شارع الأزهر وشارع المعز بدين الله الفاطمي.