غيث عبدالحليم الرئيس السيسى والعبور العظيم بمصر من الفوضى والانهيار إلى الثبات والاستقرار حقق من الإنجازات ما تم تحقيقه على أرض الكنانة طوال قرن كامل ودشن لفضيلة “الأفعال أعلى صوتا من الأقوال
قال الأستاذ غيث عبدالحليم الأمين العام لحزب مستقبل وطن بمركز ومدينة برج العرب ان الرئيس بدأ حكمه بتشخيص كل أمراض وأوجاع مصر ووضع روشتة الانقاذ والتعافي والانطلاقة الكبرى فى التنمي
تدشين نظرية الصبر الاستراتيجى حققت نجاحات مذهلة لتأهيل البلاد لخوض معركة البناء والتقدم والازدهار
والنجاح فى مواجهة تنظيم إرهابى هو الأخطر عالميا والذى أعلن العصيان ورفع السلاح فى وجه الدولة
تعمير سيناء وربطها بأنفاق عبارة عن شرايين حيوية وحبل الوطن السُرى.. لتتجاوز أهميته من كونه مشروعا قوميا إلى بوابة تحصين وحماية الأمن القومى
كانت الأوضاع فى مصر قبل 2014 فوضى شاملة، وارتباكا مفرطا فى دولاب عمل الدولة، وما استتبعه من انهيار شديد فى كل المرافق، وعلى رأسها مرفق الكهرباء الحيوى، بجانب الفوضى فى الشارع، من مسيرات لجماعات متطرفة، واحتجاجات فئوية، وغياب لدولة القانون القوية، وحالة من اليأس والإحباط لدى الشعب المصرى بكل طوائفه، وارتفاع شديد فى أسهم الشعارات ومعارك الكلام، وانخفاض مخيف فى أسهم الأفعال
وفى ظل هذه الفوضى العارمة، كان اليأس والإحباط، من غياب الأمن والاستقرار، هو سيد الموقف، وقناعات لدى قطاع عريض من الشعب المصرى، بأن عودة الأمن والأمان والاستقرار للبلاد من جديد، حُلم بعيد المنال، ولن يتحقق.. وأن مصر تسير نحو السقوط فى مستنقع الفوضى والانهيار
وفى 8 يونيو 2014 تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسى، مقاليد الحكم، رسميا، محملا بأعباء تنوء عن حملها الجبال، فالبلاد فى فوضى عارمة، وعلى حافة الإفلاس، والمرافق الحيوية منهارة، وغياب تام للأمن والاستقرار، وتنظيم إرهابى هو الأخطر عالميا، قرر رفع السلاح فى وجه الدولة، وإعلان العصيان الدموى، وتقمص دور إبليس فى التمرد، مرددا: «لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين».. بجانب ميراث من التحديات الخارجية، المزعجة
وفى ظل هذه المعطيات البائسة والمحبطة، بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسى، تشخيص أوجاع مصر المزمنة، بعد قراءة كل الملفات والدراسات، الشارحة لحقيقة الأمور فى القطاعات المختلفة، بجانب دراسة تجارب الدول الشبيهة والتى يطلق عليها النمور، مثل الصين والهند وإندونيسيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية، وغيرها من الدول التى انطلقت وصارت نمرا قويا، للاستفادة من تجربتها
وسريعا، شمّر الرئيس عن ساعديه، وبدأ فى مصارعة الزمن، وتحطيم الصعوبات الشبيهة بالمستحيلات، وكانت ضربة البداية، بوضع 3 أهداف استراتيجية، تكون منصة قوية لانطلاقة البلاد نحو البناء والتنمية وأول هذه الأهداف: تثبيت أركان الدولة، وإعادة بناء مؤسساتها الوطنية، وتعزيز الأمن والأمان والاستقرار، فى ربوع البلاد، ومواجهة أخطر تنظيم إرهابى عرفته البشرية.. وثانى الأهداف: عدم التورط فى نزاعات وصراعات خارجية.. وثالث الأهداف: تبنى نظرية الصبر الاستراتيجى، وعناصرها التريث الرشيد، والقدرة على ضبط النفس وعدم الانزلاق فى معارك جانبية داخليا وخارجيا، تشغلها عن هدفها الجوهرى فى الإعداد والتأهب لمعركة البناء والتقدم والازدهار
وإيمانا، بأن المقدرات، والحقوق الشرعية العادلة، تحتاج لقوة تحميها، لذلك قرر إعادة تسليح الجيش المصرى، وتنويع مصادر السلاح، ليكون درعا وسيفا بتارا يقطع يد كل من تسول له نفسه المساس، بحقوق مصر، وثرواتها، فى البر والبحر، وإيمانا بأن «العفى محدش يأكل لقمته».. لذلك ومع اكتشاف حقول الغاز، استطاع الجيش المصرى، حمايتها من كل الأطماع الجامحة للاستحواذ عليها، وصار جيش مصر بعد تأهيله وتسليحه، الرقم الأهم والفاعل فى معادلة القوة والتأثير إقليميا ودوليا، ورسم خطوطا حمراء لا يستطيع كائن من كان تجاوزها
ثم بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى تبنى استراتيجية «فرمطة» مصر، فى جميع القطاعات، ورأينا كيف تحققت إنجازات على الأرض فاقت سقف الخيال الخصب والجامح، وتغير وجه مصر كلية، وانتقلت من النهر إلى البحر، والحقيقة، لا نعرف من أين نبدأ سرد هذه الإنجازات، هل من معجزة القضاء على أزمة الكهرباء والوصول إلى الاكتفاء الذاتى منها، وفائض يمكن تصديره، فى زمن قياسى فاق الخيال، أم نبدأ بالقضاء على الوحش اللعين الذى كان ينهش فى أكباد المصريين، بلا رحمة، فيروس «سى».. وهل نُعرج على اكتشافات الغاز والبترول، والتى وضعت مصر فى المرتبة العاشرة بين الدول الأكثر إنتاجا، لتحقق مصر الاكتفاء الذاتى من الغاز، وتعمل فى الرتوش الأخيرة، لتصير سوقا كبيرا للغاز فى المنطقة.. أم نتحدث عن القضاء على ورم مصر الخبيث، ومصدر معايرتها بين الأمم بفقرها وعوزها، العشوائيات، فى إنجاز إنسانى عظيم الأثر.. أم نتحدث عن الطفرة المذهلة فى البنية التحتية وإنشاء المدن الذكية، وعاصمة إدارية، مساحتها ضعف مساحة دولة سنغافورة.. أم نتحدث عن مشروع القرن الإنسانى بجدارة، وهو «حياة كريمة» لتحسين معيشة ما يتجاوز 55 مليون مصرى، وتطوير 4600 قرية، وهو المشروع الأكبر من نوعه عالميا، والمزمع الانتهاء منه عام 2025 فى زمن قياسى مذهل، وبتكلفة تقترب من تريليون جنيه
هل نتحدث عن تطوير مرافق السكك الحديدية، وتدشين خطوط جديدة بتنويعاتها المختلفة بما يضاهى مثيلتها فى الدول المتقدمة، أم نتحدث عن المشروعات الزراعية من الدلتا لتوشكى لشرق العوينات، والمزارع السمكية وتطهير البحيرات، وإقامة مشروعات صناعية كبرى، فى الدواء، والنسيج، والموبيليا، إلى آخر هذه المشروعات الصناعية
الرئيس عبدالفتاح السيسى، وخلال 8 أعوام فقط، حقق من الإنجازات ما تم تحقيقه على أرض الكنانة طوال قرن كامل، ونحن لا نزايد، أو نطنطن بالكلام، ولكن نتحدث من واقع الأرقام والإحصائيات والإنجازات على الأرض، والتى تصرخ بلغتها الحاسمة، قائلة: لا أكذب ولا أتجمل
الرئيس السيسى، دشن لفضيلة «الأفعال أعلى صوتا من الأقوال»، وهى نظرية عناصرها الجوهرية، الاستقرار والثبات والصبر الاستراتيجى، وبناء الدولة، بمعدلات سريعة، ومتميزة، تضمن تراكم الثروة وتحقيق انطلاقة كبرى وحقيقية خلال السنوات المقبلة.
وفى الأخير، أود التأكيد على أن البعض يرى فى سرد هذه الحقائق، تطبيلا ونفاقا منمقا، كون هؤلاء مصابين بعدة أمراض خطيرة، أولها مرض رفض الواقع، وثانيها، مرض اكتئاب النجاح، وثالثها، مرض عمى القلوب، ورابعها، مرض النرجسية وعشق الذات، وفى ظل كل هذه الأمراض، لن يصدقوا ما تراه أعينهم، وتسمعه آذانهم، من حجم الإنجازات
وأنتقل لتوصيف أزمتنا الحقيقية، وأراها بوضوح وتجرد، أن البعض من الذين يتخذون من شعارات الحرية والديمقراطية والعدالة الإنسانية، نظريا فقط، يرون فى أنفسهم وأفكارهم وأيديولوجياتهم، الحق المبين، والأيقونة المقدسة الوحيدة، وأن كل المختلفين معهم فكريا وسياسيا وثقافيا، أعداء، يجب خوض المعارك الضروس ضدهم، ونعتهم بكل الصفات السيئة، وإلصاق الاتهامات والأباطيل بهم
وهو أمر يثير الجنون، ويشعل نار الأسئلة، من عينة: كيف يتبنى هؤلاء عقيدة الحرية والديمقراطية والعدالة الإنسانية، ولا يطبقونها، وينتهكون جوهرها، بتكفير المختلفين معهم فكريا وسياسيا؟ وهل جوهر الحرية والديمقراطية أن نسير خلفكم كالقطيع، ونصير من دراويشكم وأتباعكم؟ وهل الاختلاف معكم، يمنحكم حق اغتيال سمعة معارضيكم بإلصاق الأباطيل، ونشر الأكاذيب
هؤلاء، مجرد تجار كلام وشعارات، يفتقدون لفضيلة الأفعال.. ويتخذون من المناقشات السفسطائية، والخطب الرنانة، وسيلة لدغدغة مشاعر البسطاء، دون تقديم أى حل لمشكلة واحدة من مئات المشاكل المعقدة التى تواجه البلاد فى المجالات المختلفة
وعلى النقيض تماما، الرئيس السيسى أثبت خلال 8 سنوات، منذ وصوله إلى مقعد إدارة البلاد، أنه رجل أفعال لا أقوال، يعمل بكل طاقته، لتحقيق العبور العظيم بمصر، من دولة مريضة تنتمى لدول العالم الثالث، إلى «الجمهورية الجديدة» القوية المزدهرة والمتطورة، فى ظروف داخلية وخارجية بالغة التعقيد، من وباء لا يتكرر إلا كل 100 سنة، وبوادر حرب عالمية ثالثة تلوح فى الأفق، كان التاريخ قد وعد بعدم اندلاعها بعد الحرب العالمية الثانية.