فرنسا تحظر ارتداء العباءة للتصدي للهجمات التي تستهدف العلمانية في البلاد
كتبت – أريج أشرف خروب
أعلن وزير التربية الوطنية الفرنسي “غابرييل أتال” مساء يوم الأحد 27 من أغسطس عن منع العباءة في المدارس،وذلك استجابة لمطالب مدراء المدارس الذين طالبوا بإصدار توجيهات واضحة حول هذا الموضوع المثير للجدل.
وقد قال أعضاء في الحكومة الفرنسية أن حظر ارتداء العباءة في المدارس في فرنسا يستجيب لضرورة الاتحاد في مواجهة “هجوم سياسي”، مبررين الإجراء الذي أعلن عنه يوم الأحد وزير التربية الوطنية.
وكان وزير التربية الوطنية “غابرييل أتال” قد أوضح خلال مؤتمر صحفي بمناسبة العودة إلى المدارس أن المسألة تتعلق “بتشكيل جبهة موحدة” في مواجهة الهجمات التي تستهدف العلمانية.
وقال المتحدث باسم الحكومة “أوليفييه فيران” في حديث لقناة “بي إف إم تي في” التلفزيونية “إنه هجوم سياسي … إشارة سياسية”، مستنكراً ما وصفه بأنه شكل من أشكال “التبشير” من خلال ارتداء العباءة.
وأضاف”أتال”: “أن تشكيل جبهة موحدة يعني أن نكون واضحين “لا مكان للعباءة في مدارسنا”.
كما وعد بتدريب “300 ألف موظف سنوياً في قضايا العلمانية حتى عام 2025” وتدريب جميع الموظفين الإداريين والذي يبلغ عددهم 14 ألفاً بحلول نهاية عام 2023.
وتابع الوزير: “مدارسنا أمام اختبار، ففي الأشهر الأخيرة لقد تزايدت الهجمات على العلمانية بشكل كبير، لا سيما عبر ارتداء ملابس دينية مثل “العباءات” أو “القمصان الطويلة” التي ظهرت واستمرت في بعض الأحيان في بعض المؤسسات”.
وقد ورد في مذكرة صادرة من أجهزة الدولة أنالانتهاكات التي تستهدف العلمانية في تزايد كبير منذ جريمة قتل المدرّس “صامويل باتي” عام 2020 بالقرب من مدرسته، حيث أنها قد ازدادت بنسبة 120% بين العامين الدراسيين”2021-2022″ و”2022-2023″.
وأضاف “أتال” قائلا: “إن الحزم في استجابة المؤسسات التعليمية يتم اختباره من خلال هذه الظواهر الجديدة في مواجهة التعديات والهجمات ومحاولات زعزعة الاستقرارعلينا أن نشكل جبهة موحدة. وسنكون موحدين”.
وقد لقي هذا الإجراء ترحيباً من “اليمين” و”اليمين المتطرف”، بينما بدا رد فعل “اليسار” منقسماً. وقد أعرب زعيم حزب “فرنسا الأبية” “جان لوك ميلانشون” في منشور له على موقع اكس عن “حزنه لرؤية العودة إلى المدراس عرضة للاستقطاب السياسي عبر حرب دينية جديدة سخيفة ومصطنعة تماما حول لباس نسائي”.
وفي يونيو الماضي، قال “ميلانشون”: إن العباءة لا علاقة لها بالدين، وأن مشكلة المدارس ليست في هذا اللباس بل في “نقص المعلمين والأماكن غير الكافية”.في حين لقيت هذه الخطوة ترحيبا لدى أحزاب يسارية أخرى باسم العلمانية.
حيث أشاد بها النائب الاشتراكي “جيروم غودج” ورئيس بلدية مونبلييه “جنوبا” الاشتراكي “مايكل ديلافوس” وزعيم الحزب الشيوعي “فابيان روسيل”.