فى عيد وفاء النيل حين اختار النهر عروسه هاميس

كتب .. سامى راغب العمده
كل عام ومع ظهور العيد تحقيق النيل في أغسطس فإن رمزية هذا النهر الخالد الذي لم يكن مجرد شريان الحياة للمصريين ولكنه أصبح أيضًا مصدر إلهام فني لا ينضب على مر التاريخ تتجسد النيل في الفنون المصرية من النقوش الفرعانية إلى الأغاني والقصائد حتى الشاشة الفضية لم يكن النيل مجرد ممر مائي بل هو كيان حي تتفوق عليه ذكرى مصر ومصدر الحياة الذي ألهم الشعراء والموسيقيين والفنانين على مر العصور النهر الذي كتبه أحمد شوكي عن عبد الوهمة وهو نفس النهر الذي ألهم المخرجين لتجسيدها كرمز للخصوبة والحب والتجديد في عيد ولاءه نتذكر هذه العلاقة الروحية بين المصريين وحصولهم عليها ونجد كيف تسلل هذا الرابطة إلى السينما المصرية التي استخلصت دائمًا طاقتها من البيئة والهوية المصرية الأصيلة حيث كانت إحدى القصص السينمائية الأكثر وضوحًا مرتبطة بها عروس النيل لم يكن فيلم عروس النيل 1965 من بطولة لبنى عبد العزيز وبوابة روزالويوف مجرد دراما رومانسية بل نافذة سحرية أعادت من خلالها إحياء السينما المصرية للأساطير الفارونية حيث يحمل الفيلم مع طياته إلى الجذور وإحياء الأسطورة عروس النيل كان ذلك يقدم عرضًا نهرًا في معتقدات المصريين القدماء ولكن بطريقة إنسانية مختلفة تعكس تقدير النيل ليس كقوة غامضة ولكن كرمز للحياة والعطاء قدم لوبنا شخصية هاميس ابنة النيل التي تعود إلى الحياة في العصر الحديث وما زالت شخصية هاميس إنها محفورة في الذاكرة الجماعية وتبقى لوبنا عبد العزيز النجم الوحيد الذي ارتبط اسمه بهذا الدور الأسطوري الذي لا ينسى وأصبحت علامة فارقة في حياتها المهنية في البيانات الحصرية السابقة إلى كشفت الممثلة لبنى عبد العزيز عن مشاهد إنسانية قمت بجمعها من قبل النجم رشدى اباظة أثناء تصوير الفيلم حيث قالت في كل فيلم من الأفلام الخمسة التي قدمناها معًا عندما أدخل غرفتي الخاصة أجد أن الغرفة بأكملها ممتلئة ومفروشة بالزهور حتى في السقف وهي حاجة ليست معقولة فإن رشدى اباظة هو الشخص الذي لا يجد الحقيقة وربما يرحم الله فيلم عروس النيل هو أحد أهم الأفلام التي جعلت النيل تبقى في عيد ولاءها الحاضر في ضمير المصريين ليس فقط كرمز طبيعي ولكن ككيان حي يتلاشى مع الإلهام ويعطي الفن نهرًا لا نهاية له هاميس الكهنة الفرعونيين الجميلين لبنى عبد العزيز تم إرسالها مرة أخرى ومن ثم مغامرة فريدة تمزج الغموض والرومانسية والصراع بين الماضي والحاضر تميزت رؤية الإخراج بالاعتماد على العناصر الجمالية المأخوذة من الفن الفرعوني من الأزياء إلى الزخارف التي أعطت العمل طبيعة بصرية خاصة صنعت هاميس شخصية أسطورية حقًا لا تزال موجودة في أذهان الجمهور على الرغم من إقرار العقود