اخبار محلية

كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس جمهورية السنغال الشقيقة

كتب عثمان رمضان شبل

بسم الله الرحمن الرحيم،

أخي فخامة الرئيس ماكي سال،

رئيس جمهورية السنغال الشقيقة،

السيدات والسادة،

إنه لمن دواعي سروري البالغ، أن أرحب بأخي فخامة الرئيس “ماكي سال”، والوفد المرافق له، في بلده الثاني “مصر” والذي تربطني به علاقة أخوة وصداقة، توطدت منذ زيارتي للسنغال، في أبريل ٢٠١٩ كما أود أن أغتنم هذه المناسبة، لأعرب عن اعتزازي بما يجمع بلدينا وشعبينا، من روابط تاريخية ممتدة.

وفيما يتصل بمشاوراتنا اليوم فقد تناولت بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، خلال الفترة القادمة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية وأكدنا عزمنا على دفع تلك العلاقات، من خلال زيادة معدلات التبادل التجاري، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة إضافة إلى التأكيد على أهمية تحقيق الاستفادة القصوى، من تدشين مجلس رجال الأعمال “المصري – السنغالي”.

وأكدنا كذلك على ضرورة تكثيف التعاون، في مجال نقل الخبرات المصرية، وتوفير الدعم الفني، وبناء قدرات الكوادر الوطنية في السنغال وذلك من خلال مواصلة البرامج التدريبية، التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، في مختلف القطاعات.

السيدات والسادة،

تتزامن زيارة أخي الرئيس “ماكي سال”، مع قرب تسلم سيادته رئاسة الاتحاد الإفريقي وأود أن أتقدم لفخامته، بالتهنئة على قرب توليه لتلك المسئولية والتأكيد على دعمنا الكامل لسيادته، خلال فترة رئاسة الاتحاد وثقتنا في قيادته الحكيمة للعمل الإفريقي المشترك ونجاحه في قيادة القارة، خلال تلك المرحلة، التي تشهد العديد من التحديات وعلى رأسها تعزيز جهود احتواء تفشي فيروس “كورونا”، والقضاء على خطر التطرف والإرهاب إضافة إلى تفعيل التكامل الاقتصادي والتجاري بين دول القارة.

ولقد ناقشنا تأثير جائحة “كورونا” على القارة الإفريقية حيث أكدنا على أهمية تضافر الجهود القارية، من أجل ضمان نفاذ كافة الدول الإفريقية للقاحات، والعمل على توطين صناعتها في القارة، والحد من الآثار السلبية للجائحة بما يمكن دولنا الإفريقية من عودة النشاط الاقتصادي والتنموي.

كما تبادلنا وجهات النظر، بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة حيث أكدت على الاهتمام المصري، بجهود صون السلم والأمن وتحقيق الاستقرار في القارة بما فيها منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي، فضلًا عن منطقة الساحل الإفريقي والتي تشهد تطورات وتحديات متشابكة، نظرًا لتفاقم وتمدد الجماعات الإرهابية وأكدت على استعدادنا، لدعم الجهود الإفريقية لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، من خلال توفير برامج التأهيل وبناء القدرات، عن طريق الأجهزة المصرية المتخصصة، وكذلك مؤسساتها الدينية العريقة وذلك لإعلاء قيم الإسلام الوسطي المعتدل، الذي تنادي به مصر، في سبيل القضاء على الإرهاب.

كما تناولت مباحثاتنا، التطورات الخاصة بملف “سد النهضة” واستعرضت مع فخامة الرئيس السنغالي، رؤية مصر المستندة إلى كون نهر النيل، مصدرًا للتعاون والتنمية، وشريان حياة جامعًا لشعوب دول حوض النيل حيث أكدت على أهمية التوصل لاتفاق قانوني، عادل ومتوازن وملزم، ينظم عملية ملء وتشغيل “سد النهضة”، وفقًا لقواعد القانون الدولي، ومخرجات مجلس الأمن في هذا الشأن وذلك في إطار زمني مناسب، ودون أية إجراءات منفردة.

كما تبادلنا الرؤى، حول استضافة رئاسة مصر للدورة الـ “٢٧”، لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، “COP-٢٧”، في نوفمبر ۲۰۲۲ حيث أكدت اعتزام مصر أن تكون رئاستها للدورة، معبرة عن تطلعات دول القارة الإفريقية، وأولوياتها ذات الصلة بتغير المناخ لاسيما وأن إفريقيا، تعد إحدى أكثر مناطق العالم، تضررًا من التبعات السلبية للظاهرة.

كما أعربت من جانبي، عن تطلع مصر خلال الفترة القادمة، للتشاور المستمر مع السنغال، بصفتها رئيس الاتحاد الإفريقي من أجل بلورة موقف إفريقي موحد، إزاء القضايا والموضوعات ذات الأولوية للقارة، التي سيتم تناولها خلال المؤتمر.

فخامة الرئيس “ماكي سال”،

لقد أسعدني لقاؤكم اليوم وإنني أتطلع لمزيد من التعاون فيما بين بلدينا، بشكل وثيق، لما فيه المصلحة المشتركة لنا ولقارتنا الإفريقية وأتمنى لجمهورية السنغال الشقيقة، حكومةً وشعبًا، كل الخير والاستقرار والرفاهية وأجدد ترحيبي بكم، والوفد المرافق لكم، في بلدكم الثاني “مصر”.

شكرًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى