كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس جمهورية جيبوتي
كتب عثمان رمضان شبل
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيلة،
رئيس جمهورية جيبوتي الشقيقة،
السيدات والسادة،
إنه لمن دواعي سروري، أن أرحب بكم اليوم، في بلدكم الثاني مصر وهي الزيارة التي تأتى استمرارًا للتواصل والتنسيق المستمر بيننا، على مختلف الأصعدة الثنائية والإقليمية ومتابعة لنتائج مشاوراتنا الأخوية التي تمت خلال زيارتي، التي أعتز بها كثيرًا إلى جيبوتي، في شهر مايو من العام الماضي.
وهو التواصل الذي يؤكد على ما يجمع بلدينا، من علاقات استراتيجية ممتدة على كافة الأصعدة مدعومة بإرادة سياسية قوية ومتبادلة، للارتقاء بها وتعزيزها خاصةً وأن أوجه التعاون الثنائي خلال الفترة الأخيرة، قد شهدت خطوات نوعية مهمة، في كافة المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها.
لقد اتسمت محادثات اليوم، مع أخي فخامة الرئيس “جيلة”، بالصراحة والشفافية وعكست مدى تقارب وجهات النظر بيننا، حول الكثير من الملفات والقضايا الثنائية والإقليمية، محل الاهتمام المشترك حيث استعرضنا كافة أوجه التعاون القائمة بين البلدين، خاصةً الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وكيفية تطويرها لترتقي إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين بلدينا.
وفى هذا الإطار، تابعنا خلال المشاورات، التقدم المحرز في مشروعات التعاون الثنائي بين بلدينا واتفقنا على أهمية العمل المشترك، نحو توفير الدعم اللازم لزيادة الاستثمارات المتبادلة، ومساهمة الشركات المصرية في جهود التنمية الاقتصادية في جيبوتي، وجهود افتتاح فرع “بنك مصر” هناك، خلال الفترة المقبلة وأكدنا على ضرورة الدفع قدمًا، لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وجهود إنشاء منطقة لوجستية مصرية في جيبوتي.
هذا بالإضافة إلى تعزيز التعاون، في مجالات النقل وربط الموانئ وتابعنا الجهود الرامية إلى تسيير خط طيران مباشر، بين القاهرة وجيبوتي إلى جانب التعاون المشترك في مجالات التعليم، والصحة بالإضافة إلى التعاون في مجال مكافحة الفكر المتطرف وتأهيل الدعاة عبر نشر قيم الإسلام الوسطية، من خلال المؤسسات الدينية العريقة بالبلدين، وعلى رأسها “الأزهر الشريف”.
كما أعدت التأكيد على التزام مصر، بالاستمرار في دعمها لأشقائها في جيبوتي والعمل على توفير التدريب، وبناء قدرات الكوادر في مختلف المجالات، من خلال “الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية”، بالتعاون مع مختلف الجهات المصرية.
على جانب آخر؛ فقد تطرقنا إلى تطورات ملف “سد النهضة” والتأكيد على ما تتحلى به مصر من إرادة سياسية، تهدف إلى التوصل لاتفاق قانوني ملزم، حول ملء وتشغيل “سد النهضة”، في إطار زمني مناسب بما يعزز من الأمن والاستقرار الإقليمي، استنادًا إلى قواعد القانون الدولي، ومقررات مجلس الأمن.
كما تناولنا الأوضاع الإقليمية في منطقة القرن الإفريقي، وأمن البحر الأحمر، والتي حظيت بأولوية كبيرة خلال مناقشاتنا اليوم في ضوء ما تحتويه من بؤر توتر، من الواجب احتواؤها فضلًا عن العمل على ترسيخ الأمن والاستقرار، في تلك المنطقة المهمة من قارتنا إضافة إلى تكثيف التعاون والتنسيق بين مصر وجيبوتي، فيما يتصــل بأمــن البحــر الأحمــر وأعدنا التأكيد على مسئولية الدول المشاطئة، عن صياغة كافة السياسات الخاصة بذلك الممر المائي الحيوي، من منظور متكامل، يأخذ في الاعتبار مختلف الجوانب التنموية والاقتصادية والأمنية.
وأخيرًا، فقد تباحثنا حول سبل استضافة ورئاسة مصر، للدورة السابعة والعشرين، لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، في نوفمبر ٢٠٢٢ وحرصنا على التعبير خلال تلك الرئاسة، عن تطلعات دول قارتنا في هذا المجال.
أخي فخامة الرئيس “إسماعيل عمر جيلة”، أعرب لكم مجددًا، عن امتناني لتشريفكم الكريم، وتقديري لمباحثاتنا البناءة اليوم التي أكدت حرصنا المتبادل، على دفع التعاون الثنائي بين بلدينا، تحقيقًا لمصالحنا المشتركة متمنيًا لكم، ولشعب جيبوتي الشقيق، مزيدًا من التقدم والاستقرار.
وشكرا لكم.