حالة كبيرة من الجدل أثارتها صور لاعبي الأهلي المصري خلال تلقيهم التطعيمات المضادة لفيروس كورونا.
لاعبو الأهلي ظهروا في الصور وهم يصرخون من وخزة الإبرة الخاصة باللقاح، مما جعل الكثيرين يصفون ردود أفعالهم بالمبالغ فيها، وانتقدها البعض بدعوى أنها تضر بالجهود التي تبذلها السلطات المصرية لتشجيع الناس على تلقي اللقاح.
يذكر أن وزيرة الصحة المصرية هالة زايد والكثير من المسئولين المصريين يظهرون في الإعلام ويطالبون الناس بتلقي اللقاحات وأنها آمنة وعدم الخوف منها.
العديد من المغردين المصريين شاركوا صور لاعبي الأهلي خلال تلقيهم اللقاح مع تعليقات إما ساخرة أو منتقدة لردود أفعالهم، وقال بعض المغردين إنهم تلقوا اللقاح ولم تكن وخزة الإبرة بالقوة التي تستدعي كل ذلك من لاعبي الأهلي فيما تساءل البعض عن الرسالة المقصودة من نشر صور كهذه من جانب منظومة الإعلام بالنادي الأهلي الذي له جاهير كبيرة.
فيما قال مسئول بوزارة الصحة إن الوزارة ليست طرفا في القصة ورغم أنها بالفعل قد تضر بجهود الوزارة الرامية لتشجيع الناس على تلقي اللقاح إلا أن الأهلي جهة مستقلة وهو مسئول عن أفعاله أمام الناس.
وشدد المسئول الذي رفض نشر اسمه على أنه برغم أن الحملة التي أعطت لاعبي الأهلي اللقاحات ويظهر موظفو الصحة بالفعل في الصور إلا أنهم كانوا ضيوفا على الأهلي ولا يمكنهم منع التصوير لأن الرد سيكون أن يتم تصوير اللاعبين وليس موظفي الصحة.
وقال المسئول إن الوزارة لا يمكنها أن تحجر على أحد في أن يتصور أو يقوم بأي تصرف في مكانه وكل طرف مسؤول عن واجبه وتصرفاته أمام المجتمع.
من جانبه، قال الدكتور محمد الحديدي أستاذ العلوم الحيوية بمدينة زويل، إنه مما لا شك فيه أن صور لاعبي الأهلي التي ظهرت بهذا الشكل وهم يتلقون لقاحات كورونا سيكون لها أثر عكسي وستضر بالجهود التي تشجع الناس على تلقي اللقاحات.
وأشار في تصريحات لموقع أجنبي إلى أن هناك مخاوف غير مفهومة من الكثير من الناس من تلقي اللقاحات، وظهور فئة محبوبة من الناس بهذا الخوف وهم يتلقون التطعيمات سيدعم مخاوف الكثيرين ويجعلهم يحجمون عن الإقبال على التطعيم.
وقال الحديدي إن مواجهة أي جائحة تقوم على مثلث من ثلاثة أضلاع، الضلع الأول هو الحكومة والثاني هو العلم والعلماء والثالث هو المجتمع وخاصة نخبته.
وأشار إلى أن أي خلل بأي ضلع من هذه الأضلاع الثلاثة يضر بالمنظومة والجهود المبذولة لمواجهة الجائحة.
وأوضح أنه بالمقارنة مثلا مع وباء فيروس سي فالحكومة قامت بدورها بحملات التوعية وبالتعاقد مع الشركات والمراكز البحثية العالمية لإنتاج اللقاح في مصر، والعلم قام بدوره عن طريق قيام شركات بتصنيع اللقاحات محليا وتطويرها أيضا وبأسعار زهيدة، والمجتمع قام بدوره من خلال استقدام مشاهير كاللاعب الكبير ميسي الذي حضر تحت سفح الأهرامات وظهر بشكل مدروس ولائق جدا للتشجيع على تلقي لقاح فيروس سي، فكانت النتائج فائقة النجاح.
وأشار إلى أن ما حدث من نشر صور لاعبي الأهلي بهذا الشكل أخل بمنظومة الأضلاع الثلاثة لمواجهة جائحة كورونا، مطالبا بأن يكون للحكومة رقابة على تصرفات مثل هذه خاصة من المشاهير لأن الضرر هنا يكون عاما وليس خاصا.