المستشار – عبدالرحمن حسن “آلراقي”
يعدّ “إمحوتب” من أكثر الفراعنة غموضا على الاطلاق وأعظمهم عبقرية فى تاريخ مصر القديمة.
فقد ظهر الحكيم إمحوتب بشكل مفاجئ ومجهول في التاريخ الفرعوني القديم، بعقلية جبارة فذة أذهلت كل الذين عاصروه، بل وأعتبره المصريين القدماء إله المعرفة، وأقاموا له ألوف التماثيل.
ويوجد فى متحف اللوفر فقط خمسون تمثالا له، حتى أن الإغريق والرومان قد عبدوه فيما بعد.
لقد كان إمحوتب نابغة في فن العمارة والنحت وفي معظم فروع الطب، بل هو أول طبيب نعرفه بالاسم في تاريخ البشرية، حيث اخترع عشرات العقاقير الطبية من الأعشاب، ووصف عشرات الأمراض والإصابات وصفا علميا دقيقا.
و كان إمحوتب أول مهندس معمارى فى التاريخ، وعلى الارجح أول من استخدم الأعمدة فى بناء العمران، كما قام بتصميم هرم زوسر فى سقارة فى فترة ما بين “2611-2630” ق.م.
وتشير بعض الدلائل إلى أنه كان أول منجم فى التاريخ، ويقال أيضا أنه هو الذي اخترع الكتابة والتقويم الفلكى.
ولم يكن هذا كل شىء، فقد كان مبدعا أيضا فى العديد من المجالات الاخرى؛ حيث عرف بموهبته الشعرية، وباختراعاته العديدة، منها الحبر الأسود الذى لم يكن معروفا عند الفراعنة.
وبسبب عبقريته الفذة حصل إمحوتب على عدة وظائف فى قصر الملك الفرعوني زوسر من الأسرة الثالثة – فقد كان المشرف العام على إدارة القصر والمنشآت الملكية، بل وأصبح فيما بعد وزيرا مع العديد من الإمتيازات الاخرى التي كانت مقتصرة فقط على الفراعنة “الطبقة الحاكمة”، والتي لم يكن يحتك بها أحد فى ذلك الوقت.
حتى أنه كان فى وقت من الاوقات الرجل الاول بعد الملك.
ثم اختفى فجأة !! هكذا دون أية مقدمات !!
إختفى تماما ولم يعد التاريخ الفرعونى يتحدث عنه إطلاقا !!
و لم يعثر العلماء على مقبرته حتى الان !
و الأمر الذى زاد حيرة علماء المصريات، فى سيرة إمحوتب هو اسمه ! إذ يعنى فى اللغة المصرية القديمة .. “الذى جاء بسلام” !
فمن أين جاء؟! و إلى أين ذهب ؟!
لا أحد يعلم حتى الان.
