ليس لك حق الاختيار
في حياتنا اليومية نلتقي بشخصيات ذات صفات ايجابية وأخرى ذات صفات سلبية، فمنهم الأشخاص الأوفياء والطيبون والعقلاء ومنهم أيضا الخائنون والمرتشون والكذابون، ولا يمكن لأي شخص فينا ان يختار الأشخاص الذين يصادفهم في محيط حياته في كل يوم.قد نلتقي بالأشخاص المنافقين والكذابين يومياً في مكان العمل، حيث يقوم الكذاب والمنافق بممارسة كذبه ونفاقه مع جميع من حوله. والشخص المنافق يمكن كشفه بسهولة ويسر لأنه عندما يتحدث الى شخص معين يشعره بأنه الصديق الوحيد في المكان ولا يكف عن اغتياب الزملاء الآخرين. لكن عندما يغادر هذا المنافق المكان تجده يتحدث الى شخص آخر ويشعره هو الآخر انه صديقه الوحيد ولا ينسى بالطبع ان يغتاب ذلك الذي كان منذ لحظة صديقه الوحيد.. ولذلك يفضل الا نتحدث الى الشخص المنافق ولا نستمع له حتى لا نعطيه الفرصة لكي يذكرنا في معرض حديث له يسيء فيه إلينا.أما الشخص الكذاب فأمره مختلف عن المنافق، لأن الكذاب يخفي الحقيقة دائماً ولا يسمح لأحد بأن يعلم بواطن الأمور. وهناك طرق يمكن ان نعلم بها إذا كان الشخص الذي يحدثنا يكذب او يقول الصدق. فعلى سبيل المثال يتكلم الكذاب بسرعة وبلا توقف ربما لأنه يخشى اذا توقف عن الكلام ان ينسى ما احتفظ به في ذهنه من كلام يفتقد الى الصدق، وهذا الشخص الكذاب إذ وجه إليه سؤال بغرض توضيح ما يقول نجده يقوم بحركات لاإرادية برأسه او بيديه بدلاً من ان ينطق بلسانه خشية ان يظهر التلعثم في حديثه.لكن كيف يمكننا التعامل مع شخص عرفنا عنه كذبه المستمر؟ علينا أولاً الا نشعره بأن هناك من اكتشف كذبه ونتركه يتحدث ويتمادى في حديثه حتى يعلم كل من حوله مدى كذبه وبالتالي لن يكون في مقدوره ان ينجح في خداع الآخرين مرة أخرى.يتعين علينا ألا نبدي انفعالاً ولا نظهر مشاعر الضيق عند تعاملنا مع الشخص الكذاب، بل نتحلى بالصبر والهدوء ثم بعد ذلك نبتعد بأنفسنا عنه شيئاً فشيئاً لان الشخص الكذاب يفقد مصداقيته ولا يمكن الاعتماد عليه في إنجاز أية مهمة. كما لا يمكن ان يؤتمن على أسرارنا الشخصية.إنها نصائح مهمة ولكن الأهم ان نعمل بها