مسجد محمد علي تم بناؤه على التراز التركي
كتب – روان مجدي
يقع جامع محمد علي داخل قلعة صلاح الدين بالقاهرة، يوجد فى قلعة الجبل بالقاهرة وهو أكثر معالم القلعة شهرة حتى أن الكثيرين يعتقدون أن قلعة صلاح الدين الأيوبي هى قلعة محمد على باشا لشهرة هذا الجامع بها، كما يسمي أيضا جامع المرمر وهو نوع من أنواع الرخام النادر الذى كسي به .
وتبلغ مساحته 5000 متر مربع، وقد أمر بإنشائه محمد علي في عام 1265هـ/ 1848م، وذلك في موضع كانت تشغله قصور ترجع للعصر المملوكي. عُرف هذا الجامع بـ (جامع الألبستر) إشارة إلى الألواح الرخامية التي كسيت بها جدارنه الداخلية والخارجية,
بنى الجامع على الطراز التركي؛ والذي يتكون من فناء مكشوف وبيت الصلاة والذي يتكون من مساحة مربعة غطيت بقبة مركزية ضخمة يحيطها أربعة أنصاف قباب بالإضافة إلى أربعة قباب صغيرة في الأركان. وللجامع منبران أحدهما من الخشب المطلي باللون الأخضر والذهبي وهو المنبر الأصلي للجامع أما الآخر فهو من الرخام وقد أضيف إلى الجامع لاحقًا.
ويقع ضريح محمد علي باشا على يمين الداخل بالركن الجنوبي الغربي للجامع والذي بُني بالرخام الأبيض.
ويوجد بصحن الجامع برج من النحاس بداخله ساعة كان قد أهداها لويس فيليب ملك فرنسا إلى محمد علي باشا (1262هـ/ 1845م)، وقد رد محمد على باشا على هذه اللفتة بإهدائه مسلة رمسيس الثانى التي كانت قائمة أمام معبد الأقصر وتقف اليوم شامخة في ميدان الكونكورد في باريس .
وقد ذكرت المصادر والمراجع المختلفة أنه ما أن أتم محمد على باشا إصلاح قلعة صلاح الدين الأيوبي وفرغ من بناء قصوره ودواوينه وعموم المدارس رأى أن يبني جامعا كبيرا بالقلعة لأداء الفرائض وليكون به مدفنه .
وبدأ فى إنشاء الجامع سنة 1246هـ / 1830م واستمر العمل حتى وفاة محمد على باشا سنة 1265 هـ / 1848م ودفن فى المقبرة التى أعدها لنفسه بداخل الجامع .
هو عبارة عن مساحة مستطيلة تنقسم إلى قسمين :
القسم الشرقي وهو المكان المعد للصلاة.
والقسم الغربي وهو الصحن وتتوسطه ” فسقية ” للوضوء ولكل من القسمين بابان أحدهما جنوبي والأخر شمالى .
ويمتاز جامع محمد على باشا بعدة مميزات معمارية وفنية جعلته متفردًا، فمئذنتاه شاهقتان إذ يبلغ ارتفاعها حوالي 84 مترا فإذا أضفنا إليها ارتفاع القلعة المشيد عليها الجامع الذى يبلغ حوالى 80 مترا يصل ارتفاع المئذنتين إلى حوالى 164 مترا عن مستوى البحر ، كما أن عدد المشكاوات التى توجد بهذا الجامع هو 365 مشكاة بعدد أيام السنة لوحظ أنها تعزف ألحانا موسيقية فى حالة الهدوء ، كما تميز الجامع بظاهرة صدي الصوت الظاهر عند ارتفاع الأصوات داخل بيت الصلاة . أما المقصورة التى دفن بها محمد على باشا فإنها تقع فى الركن الجنوبى الغربى للجامع وهى عبارة عن مقصورة نحاسية مذهبة جمعت بين الزخارف العربية والتركية والمصرية يتوسطها تركيبة رخامية بها قبر محمد على باشا .