تواجه البرتغال ضيفتها مقدونيا الشمالية، غدا الثلاثاء، على بطاقة مؤهلة إلى مونديال 2022 في كرة القدم، وفي أذهانها المفاجأة المدوية التي حققتها الدولة المتواضعة كرويا، عندما حرمت إيطاليا من المشاركة في الحدث العالمي مرة ثانية تواليا.
وألحقت الدولة البلقانية خسارة تاريخية بإيطاليا في عقر دارها في باليرمو بهدف ألكسندر ترايكوفسكي القاتل في اللحظات الأخيرة، لتبلغ نهائي المسار الثالث وتواجه البرتغال التي تخطت تركيا 3-1.
وبدلاً من مواجهة توقعها كثيرون بين البرتغال وإيطاليا، حاملي لقب آخر نسختين من كأس أوروبا، سيستضيف ملعب “دراجاو” في بورتو مقدونيا الشمالية الباحثة عن تأهل أول في تاريخها الى كأس العالم.
وكانت الدولة الناشئة بعد تفكك يوغوسلافيا، قد بلغت كأس أوروبا للمرة الأولى في تاريخها الحديث الصيف الماضي عندما ودعت من دور المجموعات.
وحذر لاعب وسط البرتغال المخضرم جواو موتينيو: “في الوقت الراهن، كرة القدم مختلفة. يمكن لأي كان الفوز على أي كان، الأسماء، الأرقام والإحصائيات لا تهم”.
علق على مواجهة الدولة البالغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة ومصنفة 67 عالميا: “يجب أن نظهر في أرض الملعب أننا نملك نوعية أفضل ونفرض أسلوب لعبنا”.
وكان رجال المدرب فرناندو سانتوس قد أهدروا فرصة التأهل المباشر بخسارة في الوقت القاتل أمام ضيفتهم صربيا 1-2 في نوفمبر.
وبحال عدم تأهل البرتغال سيشكل ذلك مفاجأة أخرى مدوية ايضا، نظرا للأسماء الرائعة التي تضمها التشكيلة على غرار كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم خمس مرات، الشاب جواو فيليكس وصانع اللعب برناردو سيلفا.
وبالنسبة لرونالدو (37عاما)، ستكون منطقيا النسخة الأخيرة له في كأس العالم، بعد مسيرة زاخرة شهدت تربعه على قائمة أفضل المسجلين في تاريخ المباريات الدولية.
ويعود إلى صفوف البرتغال المدافع المخضرم بيبي الذي شفي من كورونا والظهير جواو كانسيلو من الإيقاف.
قال برنادرو سيلفا لاعب مانشستر سيتي الإنكليزي “علينا مسؤولية التأهل إلى كأس العالم، لذا هناك ضغوط بصرف النظر عن هوية الخصم الذي نواجه. نعرف جيداً انه يجب أن نكون في قطر”.
ولم تغب البرتغال، أحد أبرز المنتخبات على الساحة الدولية، عن كأس العالم منذ 1998 ،علماً أن أبرز نتائجها حققتها عام 1966 عندما حلت ثالثة مع أسطورتها الموزمبيقي الأصل أوزيبيو.
وبرغم تشكيلتها التي عجت بالنجوم أبرزهم رونالدو، لم تتمكن من تخطي دور الـ16 في النسخ الثلاث الأخيرة بعد حلولها رابعة في نسخة 2006.
في المقابل، حققت مقدونيا الشمالية مفاجأة ودية في التصفيات بفوزها على أرض ألمانيا (2-1) وإيطاليا، كما أنها تعادلت سلبا في زيارتها الوحيدة إلى البرتغال في 2012.
قال مدربها بلاجويا ميليفسكي: “نحن في طريقنا لنؤكد سبب تواجدنا بين أفضل 20 منتخبا أوروبيا”.
كما ذكر نجم وسطها إليف ألماس: “بصراحة قد تكون أصعب مباراة وأكثرها إثارة لنا جميعاً”. تابع “أمامنا 90 دقيقة لتحقيق حلم طفولتنا، ليس لنا وحدنا، بل لكامل أبناء بلدنا.. ببساطة يجب أن نعرف انه ليس بمقدورنا تفويت هذه الفرصة ويجب أن نحترق في أرض الملعب للوصول الى قطر”.
بدوره، رأى زميله إزجيان أليوسكي جناح الأهلي السعودي: “فزنا على عملاق مثل إيطاليا، لكن أمامنا خطوة إضافية نحو كأس العالم. نحلم بالفوز، يوم الثلاثاء”.
وعن سعي رونالدو لمشاركة خامسة في كأس العالم، أضاف أليوسكي: “لا نريد أن نفسد شيئا في مسيرة رونالدو، لكننا نعتقد بإمكانية الفوز على البرتغال”.
– بولندا لفك عقدة السويد –
وتشهد مدينة خورزوف الجنوبية توزيع بطاقة ثانية بين بولندا المضيفة والسويد، بعد تأهل الأولى إلى نهائي المسار الثاني من دون أن تلعب لإقصاء خصمتها روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، والثانية على حساب التشيك 1-صفر بعد التمديد.
وتشكل السويد التي بلغت ربع نهائي نسخة 2018 عقدة لبولندا بعد أن فازت عليها في آخر ست مباريات.
والتقى المنتخبان في دور المجموعات من كأس أوروبا الصيف الماضي في سان بطرسبورج، ففازت السويد في الرمق الأخير 3-2، أمام روبرت ليفاندوفسكي صاحب هدفين.
ويغيب عن بولندا مهاجمها أركاديوش ميليك الذي عانى إصابة عضلية بفخذه خلال تعادل ودي مع اسكتلندا (1-1).
ويتأهل 13 منتخبا من أوروبا إلى المونديال القطري، ضمن منها الوصول حتى الأن كل من ألمانيا، الدنمارك، فرنسا، بلجيكا، كرواتيا، إسبانيا، صربيا، إنجلترا، سويسرا وهولندا.
وتبقى البطاقة الأخيرة مؤجلة حتى يونيو المقبل بين ويلز والفائز في مباراة أسكتلندا وأوكرانيا بعد تأجيلها بسبب الحرب في أوكرانيا.