مهنة المسحراتي ظهرت في مصر خلال عهد الفاطميين
كتب_ زينب غازي
المسحراتي مهنة لا يكتمل شهر رمضان بدونها، وهو يرتبط بالتقاليد والعادات المصرية، ويتجول المسحراتى في الأحياء، من خلال ضرب طبلته وصوته الجميل يتغنى بطريقته بأجمل الكلمات.
وظلت مهنة المسحراتي مرتبطة في مصر بشهر رمضان المبارك، خلال الشهر الكريم فقط يظهر المسحراتي حاملاً طبلته، متجولاً في الشوارع لإيقاظ النائمين، وتنبيههم لموعد تناول السحور.
وظهرت مهنة المسحراتي في مصر خلال عهد الفاطميين، أيام السلطان الحاكم بأمر الله، حيث كان يأمر بأن ينام المواطنون عقب صلاة التراويح مباشرة، وكان جنوده يمرون على كافة المنازل يطرقون الأبواب قبل أذان الفجر، ليوقظوا النائمين للسحور، وخلال مرورهم كانوا يستخدمون الطبلة والدف لإيقاظ النائمين مرة واحدة بدلاً من طرق الأبواب وإيقاظ كل أسرة على حدة.
ومهنة المسحراتي ليست جديدة عن العالم الإسلامي، فقد كان بلال مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول مسحراتي عرفه التاريخ الإسلامي.
وجاء من بعده أول مسحراتي في مصر، عام ٣٣٨ هجرية، وهو إسحاق بن عتبة والذي لاحظ أن أحدا لايقوم بتسحير الصائمين في رمضان، فتطوع للقيام بهذه المهنة، وكان يلف على البيوت ليسحر الناس.
وتطور مظهر المسحراتي على يد أهل مصر، الذين ابتكروا الطبلة ليحملها المسحراتي ليدق عليها بدلا من استخدام العصا ، موضحة أن هذه الطبلة كانت تسمى ” بازة ” وهي صغيرة الحجم، يدق عليها المسحراتي دقات منتظمة ثم تطورت ، فاستعان المسحراتي بالطبلة الكبيرة التي يدق عليها أثناء تجوله بالأحياء وهو يشدو بأشعار شعبية وزجل خاص بهذه المناسبة، وغالبا يصطحب معه أبنائه يصطحب معه غلاما يمسك له فانوس لينير له الطريق.
وكادت مهنة المسحراتي أن تتلاشى في مصر، إلى أن جاء العصر المملوكي وتحديدا في عهد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس، الذي عمل على إحيائها كتراث إسلامي، ولتحقيق ذلك عين صغار علماء الدين، للدق على أبواب البيوت لإيقاظ أهلها للسحور، ومع التطور التكنولوجي وظهور التلفزيون والراديو جعلها مهنة المسحراتي تتقلص.
وحذرت دراسة مصرية حديثة من أن مهنة المسحراتي باتت مهددة بالانقراض، بعد انتشار الفضائيات، وسهر غالبية الناس حتى ساعات الصباح الأولى في شهر رمضان.