اخبار محليةرياضة

هل كنا نستحق الفوز على السنغال

هل كان المنتخب القومى المصرى هو الأفضل فى مجموع المباراتين أمام السنغال فى القاهرة وداكار

هل كنا نستحق التأهل لكأس العالم أم أن النتيجة كانت معبرة عن أحقية السنغال فى الصعود؟من حقنا جميعا أن نغضب ونحزن لهزيمتنا بضربات الجزاء أمام السنغال، وعدم وصولنا إلى نهائيات كأس العالم فى قطر، رغم أنها ربما كانت أسهل مرة يمكن لنا فيها الوصول، كما يرى العديد من خبراء اللعبة.كنا نحتاج فقط إلى أن يسجل محمد صلاح وزيزو وهما من أفضل لاعبينا فى تسديد ضربات الجزاء.

لكن أليس أيضا لاعبو السنغال كانوا جيدين، ويستحقون الفوز والتأهل؟!الناس حزينة جدا لهذه الهزيمة، لكن هل جربنا التفكير بموضوعية وتجرد، حتى نصل إلى تشخيص حقيقى، أم أن تعليق الهزيمة على شماعات كثيرة هو الحل الأسهل؟!نعم لعبنا برجولة وشرف وأدى لاعبونا أقصى جهد ممكن عندهم، لكن ذلك للأسف لم يكن كافيا وحده كى نفوز.كان يمكن أن يلعب معنا الحظ فى ضربات الجزاء ونتأهل، مثلما كان يمكن أن يلعب معنا فى نهائى بطولة الأمم الأفريقية فى الكاميرون، لكنه انحاز للسنغال

.هناك وجهة نظر تقول إن السنغال كانت الأفضل أداء فى المباريات الثلاثة التى لعبناها ضدها فى الأسابيع الأخيرة، وبالتالى فإن فوزها ببطولة أفريقيا ثم صعودها لنهائيات كأس العالم لم يكن صدفة، بل كانت تستحق.بعض الإعلاميين حاول دغدغة مشاعر الجماهير بالإيحاء أن الحكم أو الليزر أو الجماهير هى السبب.

صحيح أن جماهير السنغال مارست ضدنا الكثير من العنف المعنوى الذى يقترب من الإرهاب، وقاموا بسب لاعبينا وهم فى طريقهم من المطار للفندق، وصحيح أنهم استخدموا الليزر ضدهم طوال المباراة، وصحيح أنهم رفعوا لافتات بذيئة ضد محمد صلاح لا تتفق إطلاقا مع الذوق والأدب والأخلاق.

صحيح أن كل ما سبق سيئ وغير أخلاقى وخاطئ، لكن أليس من الصحيح أيضا أنه صار جزءا من منظومة كرة القدم تمارسه جماهير العديد من جماهير الأندية والمنتخبات.ألم نشاهد الجماهير الأوروبية وهى تمارس أشد أنواع العنصرية ضد بعضها البعض، وضد اللاعبين السود فيها، وتوجه لهم كل أنواع الشتائم والتمييز.

القوانين تعاقب هذه الجماهير بالحرمان من الحضور، وتعاقب المنتخبات بغرامات مالية ضخمة، لكنها لا تلغى نتائج مباريات، ولو كان ذلك صحيحا لتم إلغاء دوريات بأكملها نتيجة لهذه الشتائم والممارسات من داخل المدرجات

.بعض مشجعينا وإعلاميينا قالوا إن حكم المباراة الجزائرى مصطفى غربال كان متحيزا ضدنا بصورة كاملة. نعم هو فعل ذلك فى بعض الحالات، لكن لا أظن أن إدارته للمباراة شكلت فارقا كبيرا فى النتيجة بمعنى أنه لم يلغ لنا هدفا صحيحا سجلناه، ولم تكن لنا ضربة جزاء مستحقة أغفلها، فى حين كان يمكنه أن يفعل ذلك أكثر من مرة لصالح منتخب السنغال ولم يفعل.نعم لاعبو السنغال مارسوا الخشونة ضدنا، لكن نحن أيضا فعلنا معهم ذلك.

بعض الإعلاميين المصريين للأسف الشديد كادوا يفعلون مثلما فعلوا زملاء لهم فى عام ٢٠٠٩ خلال المباراة الكارثية بين مصر والجزائر فى أم درمان، حينما ساهموا فى تحويل المباراة ومعهم إعلاميون جزائريون إلى أسوأ أزمة سياسية وشعبية بين مصر والجزائر، ومارس بعضهم أشد أنواع الكذب والدجل والتضليل بدعم من بعض أركان نظام حسنى مباراك فى هذا الوقت.ظنى الشخصى أننا لو كنا فزنا، أمس الأول، لكنا نسينا كل ما حدث. لكن للأسف نحن ندمن دائما البحث عن شماعات لنعلق عليها إخفاقنا وننسى دائما التركيز على السبب الأساسى وهو مستوانا الحقيقى وهل كنا نستحق الفوز أم لا.

هذا الأمر ليس مقتصرا على بعض مباريات كرة القدم، ولكنه يمتد للعديد من المجالات، وتلك قضية مهمة ينبغى أن نناقشها بالتفصيل، لأن استمرار تفشيها ينذر بهزائم أخرى كثيرة، لا قدر الله.

مقالات ذات صلة