
كتب_زينب غازي
المطرب محمد قنديل، صوته يتكون من 14 مقاما، وهذا جعله مميز بين مطربين الزمن الجميل، إذ نسبة كبيرة منهم مكون المقامات الستة.
أبدع في الغناء العاطفى والشعبى، و السيدة أم كلثوم، وصفة صوت قنديل بصاحب «أحلى الأصوات»، وأيضا الموسيقار محمد عبد الوهاب كان يتمنى أن يلحن له.
و نتكلم هنا عن الظروف المحيطة بظهور أغنية تلات سلامات.
تعود الشاعر الكبير مرسي جميل عزيز، الجلوس علي أحد المقاهي بمدينة الزقازيق ، والقريب من مكان عمل تجارة والده، وكان يأتيه الوحي و الإلهام علي هذه القهوة، ويسافر إلي القاهرة بعد كتابة الأغنية، و يستلمها منه المطرب أو الملحن ، ويرجع الي الزقازيق في نفس اليوم.
وتقع تفاصيل مولد اغنية تلات سلامات حيث قال مرسي جميل عزيز لصاحب القهوة: “بإذن الله أنا رايح مصر أسلم أغنية جديدة للمطرب عبدالحليم حافظ وراجع في نفس اليوم”، ولكن انتهي اليوم ولم يأتي مرسي جميل عزيز في اليوم الثاني والثالث، وانتظر صاحب القهوة الشاعر مرسي جميل عزيز، وفجأة وجده أمامه قائلاً : ” واحشني يا أستاذ مرسي غيابك عنا ، والله عاوز أسلم عليك تلات مرات بعد غيابك عنا تلات أيام ، تلات سلامات بأيدي سلام وعيني سلام وقلبي سلام” ، وهنا بدأ يكتب مرسي جميل عزيز رائعته تلات سلامات تلات سلامات يا وحشني تلات ايام..بأيدي سلام ..وعيني سلام .. وقلبي سلام..بعادك يا جميل طول .. وده اول بعاد بيطول..تلات تيام يا روح قلبي ..و انا جمبي حسود وعزول.. إلى آخر كلمات الأغنية.
ومازال للحكاية بقيه ، فكر الملحن والموسيقار “محمود الشريف”، من سيغنيها و يستطيع أن يقدم أغنية تتناسب مع إيقاع ” الفالس” ، ولكن وقرر أن يختار المطرب ” محمد قنديل” ، والذي كان معروفا عنه الغناء الشعبي ، وكان التعاون الأول بينهما.
وفي أول البروفات، اكتشف الموسيقار محمود الشريف، ليس فقط استجابة محمد قنديل الغناء وجود قدرات كبيرة ومتنوعة ومختلفة لصوت الفنان محمد قنديل، وتم إذاعة الأغنية وحققت نجاحاً كبيراً، وإلى الأن مازالت الأغنية محفورة فى عقول ووجدان المصريين و العرب و أصبحت علامة في تاريخ الغناء المصري والعربي، إذ وضحت قدرة محمد قنديل علي غناء جميع الألوان الغنائية وليس الشعبي فقط.