الخفافيش لا تغنى

على مدار الساعات الماضية شهدت منصات التواصل الاجتماعى غزوا ممنهجاً ومخططاً وممولاً من تنظيم الخفافيش التى لن تراها غالبا بسهولة، لأنها لا تتحرك دائما إلا فى الظلام الحالك لكن يمكنك أن ترى آثارها بسهولة بالغة، هذه الخفافيش الموجهة أراد مؤجرها خلق حالة من الترقب والقلق فى دولاب العمل الحكومى من ناحية وفى مفاصل الجامعة العربية من ناحية أخري لن أعيد وأكرر ما تسرب من شائعات فالجميع تابع ما قيل وما كتب وما تم تداوله لكن الغريب هنا هو إصرار غالبية المتابعين إلى الإدلاء بدلوهم فى هذه الشائعات
منهم من أيد ومنهم من ندد لكن احدا منهم لم ينتبه انه يدلى بدلوه حول شائعات وليس معلومات فعندما تقرأ ان مصر رشحت فلان ليشغل منصب كذا او ان هناك تغييرا أو تعديلا حكوميا كبيرا أو صغيرا وتبدأ بورصة التكهنات تطرح أسماء وتنزع البركة عن أسماء أخري
فعليك أولا ان تتحقق وتسأل وتستوثق مما قرأت هل هى معلومة أم رأى أم تحليل ام تمنيات أم اجتهادات أم غير ذلك تماما؟ لكن ان تدخل إلى حلبة الصراع بالتأييد أو التنديد فهذا ما لا يستساغ هذا على مستوى جمهور السوشيال ميديا الذى لا نعرف له أصلا أو فصلا أو توجها
لكن المصيبة الحقيقية فى تلك الأسماء اللامعة والرنانة التى تفاعلت مع هذه الاخبار بالتناول وإعادة النشر دون تحقق وكذلك التعليق المتين لكل شخصية من هذه الشخصيات تابعت آراء وتغريدات وبوستات البعض وهالنى ما تابعته ضحالة وسطحية وارتزاق رخيص وكلٌ يغنى على ليلاه بطريقته الخاصة فهناك من يتقيأ مقترحات كريه وكأنه يبصق فى وجه التاريخ والواقع وما استقرت عليه الأمور وهناك من يطرح افكارا وأسماء لغرض فى نفس يعقوب لكن وللأسف الشديد فقد أصابنى هم شديد جراء سقوط مدو للنخبة فى معركة الخفافيش
كنت أظن وبعض الظن إثم ان هناك عقلاء لا تغرنهم بالحقيقة والحق الغرور لكنهم سقطوا جميعا فى فخاخ منصوبة لتبرهن على حماقة وضحالة وسطحية وغباء الكثيرين ممن انتسبوا زوراً وبهتاناً إلى مهنة البحث عن الحقيقة أنا هنا لا أتحدث عمن يملك معلومة ما مؤكدة أو شبه مؤكدة لكننى أتحدث عن طريقة تفاعل الآخرين الذين قرأوها ولم يكلفوا خاطرهم بطلب مسئول ما أى مسئول لينفى لهم أو يؤكد أو يوضح وساعتها يمكن أن يكون للكتابة معنى وللكاتب مصداقية اتذكر تلك المقولة الرائعة كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع لكن ما يلفت نظرى هو تكرار ما يجرى فى كل مرة يكون فيها اتجاه أو توقع اتجاه لإحداث تغيير ما الشيء المكرر هنا هو الوقوع فى نفس الفخ وممارسة نفس السلوك والوقوع فى نفس الاخطاء لقد سارعت بالتعليق على ما أثير وكتبت لله والوطن وما تبقى من عروبة
إثارة موضوع أمين عام جامعة الدول العربية القادم والذى سيخلف معالى الأمين الحالى السيد أحمد أبو الغيط الآن وقبل عام كامل من انتهاء فترته الثانية وبشكل مبكر للغاية أمر مثير ويدعو للريبة ويدعو للانتباه فى تقديرى ان كل ما يثار حول هذا الأمر فى وسائل التواصل أو المواقع الإخبارية التى تنقل عنها ومنها هو بمثابة اجتهادات شخصية لا تمت للواقع بصلة ولا تعكس أى إشارات رسمية على كافة الأصعدة لكن إشعال معارك وهمية من الآن على منصب الامين العام للجامعة وقبل أشهر من إعلان مصر اسم مرشحها فى اكتوبر القادم ترتفع نيرانها وألسنتها بين المدونين والمغردين والمرتزقة ما هو إلا محاولة جديدة ويائسة لضرب أسافين بين ما تبقى من الدول العربية ولحقت بهذا المنشور وعلى منصة اخرى بقولى عن التغيير الوزارى المزعوم وعن ترشيحات أمين عام جامعة الدول العربية
بطلوا هري وختمت القصة بهذه العبارة التى اختم بها مقالى من يتابع بدقة ويحلل بموضوعية محتوى تغريدات بعض من يسمون أنفسهم نخب سياسية أو فكرية أو ثقافية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية سيصل بسهولة إلى بيت الداء وهو التفاهة والحماقة التى أعيت من يداويها لك الله يا مصر