أقدم الألوان في تاريخ البشرية “الأزرق المصري”

كتب_زينب غازي
أبدع المصريون القدماء قبل خمسة آلاف عام فى صنع اللون الأزرق و لم يسبقهم إليه أحد في الطبيعة، في آبتكار هذه الصبغة المعروفة باسم “الأزرق المصري”.
واستطاع المصريون القدماء، من اكتشاف هذه الصبغة كأول الأصبغة الاصطناعية في تاريخ البشرية، التي أضاءت فنون العالم القديم وحضاراته.
وظهر جمال هذا اللون الأزرق المصري الأصيل في صورة رمسيس الثالث التي تعود إلى عام 1170 قبل الميلاد، ليشهد على عبقرية المصريين في صنع الألوان.
ويرمز اللّون الأزرق في المعتقد المصري القديم إلى السماوات والكون، والنيل، ويعبر عن الحياة والخصوبة والميلاد.
اكتشف المصريّون في الطبيعة حجر اللازورد الأزرق العميق شبه الكريم، فطحنوه ليصبح مسحوقاً ساحراً يقبل التصبيغ. لكن فخامة هذا الحجر وضرورة استيراده من أفغانستان وأوزبكستان دفعتهم لابتكار صبغة اصطناعية بديلة تحمل نفس الجمال.
وتأتى الخصائص العجيبة للأزرق المصري في تجارب العلماء، فيشع هذا اللون الساحر ضوءاً عند تعرضه للضوء الأحمر، يستمر هذا الإشعاع القوي طويلاً، لكنه يبقى خافياً عن العين البشرية التي تعجز عن رؤية الطيف تحت الأحمر.
ويحاول العلماء فتح آفاقاً جديدة للأزرق المصري في عالم التقنيات الحديثة، يشبه شعاع هذا اللون الفريد الأشعة المستخدمة في أجهزة التحكم عن بُعد والاتصالات.
وتشير الدراسات أن المصريين القدماء استخدموا هذه الصبغة كبديل اقتصادي للمعادن النفيسة، مثل الفيروز واللازورد، حيث وظفوها في تزيين الأخشاب والأحجار.