
كتب_زينب غازي
أغنية “ما تزوقيني يا ماما” غناء مها صبري خالدة في ذاكرة المصريين، أصبحت جزءا لا يتجزأ من ليالي الزفاف في مصر حتى اليوم.
حكاية أغنية “ما تزوقيني يا ماما” تروي قصة إبداع فني جميلة، عبد الرحمن الخميسي كتب كلمات الأغنية بذكاء وعمق، وبليغ حمدي لحنها بطريقة مميزة ومبهجة، مها صبري أدت الأغنية بأسلوبها الخاص، مما جعلها تحقق نجاحًا كبيرًا وتُصبح جزءًا من التراث الفني المصري.
وتقع تفاصيل ولادة الأغنية التي اسعدت الملايين، بليغ حمدي في ذلك الوقت قد وقع في حب وردة وأراد أن يبعث لها بهدية، ولكن لم يكن معه أى مبلغ مفلس تماما، يحتاج ليشترى هدية لوردة.
ذهب إلى “الخميسى” فى مكتبه، فسأله: معاك فلوس؟! قال له “بليغ”: لا.. كل اللى معايا ربع جنيه، وشرح بليغ مأساته إلى الشاعر عبد الرحمن الخميسي، فوعده الخميسي بالتصرف، لإظهار التعبير عن مشاعره لوردة من خلال الفن، والخميسي كان داعمًا له في هذه الفكرة.
وذهبا الخميسي وبليغ لمها صبري، إذ كانت فنانة موهوبة ومبدعة، قال الخميسي لمها عملت لك أغنية “هتكسر الدنيا”، كان يعبر عن ثقته في جودة العمل الفني .
لم يكن هناك أغنية ولا كلام حاضر في ذهن الخميسي، وفجأة سمع جارة مها بتقول لأمها:”زوقيني يا ماما قوام عشان خطيبي جاي دلوقت”.
هنا حضر الإلهام، فكتب الخميسي على الخاطر:”ما تزوقيني يا ماما.. قوام يا ماما.. ده عريسي هياخدني بالسلامة يا ماما”.
و يبدو أن الإلهام الفني يمكن أن يأتي في أي لحظة، حتى من المواقف اليومية العادية، جملة “زوقيني يا ماما” التي سمعها الخميسي من الجارة الصغيرة كانت كافية لإلهامه وكتابة أغنية خالدة.
الطريقة التي كتب بها الخميسي كلمات الأغنية تظهر مدى قدرته على التقاط الجمل البسيطة وتحويلها إلى فن جميل، والأغنية أصبحت بالفعل جزءًا من التراث الفني المصري، وتحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم.
قال الخميسي لبليغ:”سمعها اللحن يا عم بليغ .. بليغ بص له باستغراب؟ لحن إيه؟، أمسك بليغ العود ودندن”، الكلمات
انتهت الأغنية كتابة ولحنا في نصف ساعة، توجه الثلاثة بليغ والخميسي ومها صبري إلى دار الإذاعة، وأخذوا عربون الأغنية، حصل بليغ في النهاية على ما أراده، وبعد ساعات من إذاعتها، انتشرت الأغنية بالبيوت، وغنتها مصر كلها.
والجدير بالذكر أن أغنية ماتزوقينى ياماما تم إذاعتها في فيلم “منتهى الفرح” الذي اشترك في بطولته الغنائية عمالقة الغناء في مصر والعالم العربي، موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وموسيقار الأزمان فريد الأطرش، وشادية، وصباح، وفايزة أحمد وغيرهم، ويحكي الفيلم قصة جندي عائد من حرب اليمن (حسن يوسف) ويريد أن يتزوج بالفتاة التي يحبها (مها صبري)، فتحقق بذلك انتشارا أوسع للأغنية.
عندما تستمع إلى أغنية “ما تزوقيني يا ماما”، ستجد نفسك منسجمًا مع إيقاعها المبهج وكلماتها البسيطة التي تعبر عن فرحة الزفاف والاحتفال، الأغنية تذكرنا بأجواء الأفراح المصرية التقليدية وتحمل في طياتها ذكريات جميلة للكثيرين.