
كتب_زينب غازي
أغنية “سواح” تعتبر علامة فارقة في مسيرة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، حيث جمعت بين عبقرية بليغ حمدي في التلحين وكلمات محمد حمزة الشاعر المبدع، لتخرج لنا بصمة فنية خالدة في تاريخ الموسيقى العربية.
نتعرف على تفاصيل ولادة الأغنية، التي بدأ بها محمد حمزة مشواره مع العندليب، إذ لعبت الصدفة دور كبير، وعن لسان الشاعر نفسه روى قصتها بالعامية المصرية، وكان ذلك أول لقاء له مع بليغ وعبد الحليم قائلا:
كنت بسجل عطشان يا صبايا مع محمد رشديوبعد ما خلص التسجيل وأنا طالع لقيت بليغ حمديوكنت أول مرة أقابله شخصيا قولتله ايه رأيك يا أستاذ بليغ؟؟قاللي رأيي في إيه… قلت بس أنا عمّال أطور في الفلكلور وأنتوا بتعملوا اللحن زي ما هو… ودارت بينا مناقشة سريعة صغيرة…قولتله وجهة نظرك تحترم يا أستاذ بليغ، ومشيت…ورحت شربت تلاتة أربعة شاي زي الصعايدة…المهم في نفس اليوم لقيت بوّاب العمارة بيندهلي: كلّم الأستاذ بليغ حمدي، عايزك فنزلت أجري اقابله ، عرفت بعدين انه خد العنوان من المجلة اللي كنت بشتغل فيهااهلا استاذ بليغ ، تفضللا أنا ماشي حالا، عموما ما تزعلش وأنا انفعلت شوية و أوعى تكون زعلت منيلا أبدا حضرتك ملحن كبير ورأيك يحترم.طيب أنت كاتب ايه جديد؟فطلعتله مذهب أغنية سواح وكتبه على ورقة علبة السجايروقاللي ابقي كلم عبد الحليم عايزكقولتله عبدالحليم ؟! عبدالحليم مين؟؟قاللي يا أخي هو فيه عندنا كام عبدالحليمفهمت طبعا انه هياخد المذهب وح يروح يلحنه عند عبدالحليموأنه عبدالحليم هو اللي ح يغنيه كده ع طول واداني العنوانومشي وأنا مذهول… رحت على العنوان لقيته فعلا هناكواستقبلني عبدالحليم: أهلا بشاعرنا الكبير، غنوتك الأخيرة لفايزة أؤمر يا قمر حلوة قوي… استقبال قال يعني كأنه يعرفني و سمعنيوسابوني في الصالون وراحوا يكملوا شغل في المذهبفجه في بالي قولت لا حد يقول لعبدالحليم ازاي ح تغني لشاعر لسه بيبدأ، وعندك فلان وفلان فقولت اربطهم كمان بكوبليه ولا حاجة وفعلا كتبت ساعتهايا عيوني إيه جرالك فين انت وبتعمل ايهيا ظنوني ما تسيبوني مش ناقص أنا حيرة عليهودخل عليا عبدالحليم قلبت الورقة، قاللي بتقلبها ليه وريني…الله… حلوة قوي زي ما هو ولا كلمة ح تتغير فيهلحد ما اشتغلنا باقي الغنوة و ده كان أول لقائي بيهم.
وصارت أغنية “سواح” خالدة تعبر الحدود والثقافات، جمعت بين الأصالة والعالمية، وأصبحت محط إعجاب مطربين من مختلف أنحاء العالم





