تاريخ

رحلة فى عمق التاريخ عبر تلاقي الأديان السماوية بمصر

كتب_زينب غازي

يعد مجمع الأديان في مصر القديمة مكان ثرى يظهر الاندماج بين الأديان السماوية الثلاثة إذ يضم الكنيسة المعلقة وكنيسة مار جرجس ومعبد بن عزرا اليهودي ومسجد عمرو بن العاص، مما يجعله وجهة سياحية وثقافية مميزة.

يشهد المجمع التاريخي في منطقة مصر القديمة على التسامح بين الأديان المختلفة، حيث يتضمن آثارًا للديانات السماوية الثلاث: “الإسلامية، والمسيحية، واليهودية”، وتتداخل فى مكان واحد المساجد والكنائس والمعابد جنبًا إلى جنب، ما يعكس روح المحبة والتفاهم بين أتباع هذه الديانات، ورسالة سلام من مصر.

ويضم مجمع الأديان بمصر كلا من:
حصن بابليون: أمر ببنائه الإمبراطور تراجان في القرن الثاني الميلادي في عهد الاحتلال الروماني لمصر، واستعمل في بناء الحصن أحجار أخذت من معابد فرعونية قديمة وحالياً لم يبق من مباني الحصن سوى الباب القبلي به برجان كبيران، ويعرف الحصن الروماني بقصر الشمع أو قلعة بابليون.

الكنيسة المعلقة: من أقدم الكنائس في مصر، بُنيت في الأصل على برجين من أبراج حصن بابليون الروماني الذي شيده الإمبراطور تراجان في القرن الثاني الميلادي، بينما يعود تاريخ بناء الكنيسة نفسها إلى القرنين الرابع والخامس الميلاديين.

كنيسة مار جرجس: مشهورة وضخمة وبنيت فوق السجن الذي، كان فيه مار جرجس، وهي واقعة في حصن بابليون بمصر القديمة و تعد جزء من دير القديس جورج البطريركي، وهي الكنيسة المستديرة الوحيدة في مصر وتُعدّ من أقدم الكنائس وأهم المعالم المسيحية.

كنيسة أبي سرجة: تعتبر محطة هامة في رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، وتعرف أيضا بكنيسة المغارة، فيؤكد المؤرخون أنها أقدم كنيسة في مصر القديمة بل وفي القاهرة كلها، ولقد شيدت في نفس الموقع الذي مرت به العائلة المقدسة، وفيها توجد المغارة التي استراحت فيها العائلة المقدسة أثناء هروبها إلى أرض مصر، ويوجد كنائس أخرى مثل، “كنيسة العذراء الدمشيرية وكنيسة مار مينا”.

معبد بن عزرا اليهودي: أقدم معبد يهودي في مصر، فيه وثائق كتيرة تخص الجالية اليهودية في مصر من العصور الوسطى.

جامع عمرو بن العاص: أقدم وأعظم جوامع قاهرة المعز ومصر وأفريقيا حيث يعد تحفة معمارية إسلامية، ولُقب “بتاج الجوامع” ويعرف أيضًا “بالجامع العتيق”، أنشأه الصحابي الجليل عمرو بن العاص في عام 21هـ/ 641م بعد أن قام بفتح مصر سنة 20هـ/ 640م بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب، وأسس مدينة الفسطاط عاصمة البلاد في ذلك الوقت.

مجمع الأديان يعكس قدرة المصريين على احترام وتقدير التنوع الديني والثقافي إنه شاهد على أن الإيمان الحقيقي يأتي من المحبة والاحترام المتبادل، وليس من الانقسام والتعصب.

زينب غازي

صحفية بجريدة بوابة مصر الإخبارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى