الهديرس من قلب القاهرة: “الثقافة جسر يعيد وصل ما انقطع بين الشعوب”

في حوار خاص مع بوابة مصر الإخبارية، تحدث الكاتب السعودي سعود سعد الهديرس عن تفاصيل زيارته إلى القاهرة وأبرز انطباعاته الثقافية.
كيف تصف أجواء القاهرة الثقافية والفنية اليوم؟
أصف أجواء القاهرة الثقافية والفنية بأنها تعيش حالة ازدهار نادرة تجمع بين الأصالة والتجديد. فالقاهرة اليوم ليست مجرد مدينة؛ إنها مسرح مفتوح يحتضن كل أشكال الإبداع. في شوارعها القديمة، ونوافذ مقاهيها، وفي معارضها ومسارحها، تشعر بأن الثقافة هنا تنبض بقلب حيّ يتجدّد كل يوم.
هناك حراك فني لافت، وحضور واضح للشباب والمبدعين، وروح مصرية أصيلة تدمج تراث آلاف السنين مع رؤى حديثة تتطلّع إلى المستقبل. إنها مدينة تعرف كيف تصنع الجمال وكيف تحافظ عليه.
كيف كانت انطباعاتك الأولية عن القاهرة؟
القاهرة مدينة لا تشيخ, كلما أزورها أشعر أنها تُولد من جديد، وتفتح لي بابًا آخر من الدهشة.
وجدتها هذه المرة نابضة بحراك ثقافي وروح مصرية قريبة من القلب، تجمع بين التاريخ العميق والحياة اليومية المفعمة بالطاقة.
ما الرسالة التي أردت إيصالها عبر بوابة مصر الإخبارية؟
حرصت على التأكيد بأن الثقافة هي الجسر الحقيقي بين الشعوب، وأن الأدب العربي ما زال قادرًا على إنتاج لغة جديدة للمستقبل. كما تحدثت عن أهمية دعم المبادرات الثقافية التي تعيد للكتاب دوره الطبيعي في المجتمع.

ماذا عن دور الإعلام في دعم المبدعين؟
الإعلام اليوم هو الشريك الأول للكاتب، فعندما يلتفت الإعلام إلى العمل الثقافي، يفتح له نافذة أوسع للوصول إلى الناس.
أرى أن الإعلام العربي يخطو خطوات جيدة، لكننا بحاجة إلى المزيد من البرامج المتخصصة التي تُعنى بالكتاب وتحتفي بالمواهب الجديدة.
ماذا عن انطباعاتك حول زيارة مدينة الإنتاج الإعلامي؟
كانت زيارة مثمرة ومُلهمة. رأيت مدينة متكاملة تحاكي أعلى المعايير في البنية التحتية والتقنيات الإنتاجية. هذا المكان ليس مجرد استوديوهات، بل بيئة تصنع الصورة وتعيد تشكيل الوعي البصري لدى الجمهور العربي.
في سياق الأدب والدراما… هل تفكّر في تحويل أحد أعمالك الروائية إلى عمل درامي؟
نعم، أفكّر جدّيًا في تحويل بعض أعمالي الروائية إلى أعمال درامية، لكنني أؤمن أن نجاح أي عمل بصري يبدأ من احترام النص. أبحث دائمًا عن فريق إنتاج يقدّر الكلمة ويحوّلها إلى مشهد دون أن يفقد جوهرها، لأن الدراما ليست مجرد تمثيل… بل إعادة كتابة بالصورة.
في الرؤية الأدبية بعد الزيارة..
ما الذي يلهمك في كتاباتك الحالية؟
القاهرة ألهمتني الكثير، حملت معي من شوارعها، ومتاحفها، ومقاهيها القديمة بذور أفكار جديدة، ربما نرى عملاً قادمًا يتناول روح القاهرة بطريقة غير مباشر، فبعض المدن لا تمرّ في الكاتب مرورًا عابرًا.

ما أهم مشاريعك المستقبلية في عالم الرواية؟
وهل هناك تعاون ثقافي بينك وبين مؤسسات مصرية في الأفق؟
أعمل على مشروع روائي جديد يحمل أبعادًا إنسانية عميقة، بالإضافة إلى مبادرة ثقافية سيُعلن عنها قريبًا. وهناك نقاشات أولية مع جهات ثقافية مصرية حول تعاون مشترك، وأتمنى أن ترى النور قريبًا.
ما الرسالة التي توجهها للجمهور المصري والعربي بعد هذه الزيارة؟ وما الذي تقوله للكتّاب الشباب الذين يحملون حلم الكتابة؟
أقول لهم: الثقافة ليست ترفًا، إنها ضرورة يومية للبقاء في عالم يتغير بسرعة.
وأدعو القراء إلى احتضان الكتاب كما يحتضنون أصدقاءهم، أما الكتّاب الشباب فأقول لهم: اكتبوا بلا خوف، فكل صوت صادق يخلق له مكانًا في هذا العالم.






